علمت «الحياة» أن أحزاباً شيعية تعهدت لقوى سياسية وعشائرية سنية عدم تكرار سياسات الحكومة المنتهية ولايتها، ووافقت على تشكيل قوات أمنية نظامية في كل محافظة، فيما حشد تنظيم «الدولة الإسلامية» عناصره شمال البلاد. وكانت «الحياة» كشفت قبل أيام لقاءات جرت، بدعم أميركي، بين ممثل للحكومة والأحزاب الشيعية فالح الفياض الذي يشغل منصب مستشار الأمن الوطني وشخصيات سياسية وقادة فصائل سنية مسلحة للبحث في محاصرة نفوذ «الدولة الإسلامية» في البلاد، واشترط ممثلو السنة تغيير المالكي وإبعاد الجيش عن المدن. وقال مصدر سياسي سني في محافظة الأنبار ل «الحياة» أمس إن «مندوباً للحكومة سلم زعماء فصائل وسياسيين في المحافظات السنية تعهداً رسمياً وقعته كل القوى والأحزاب الشيعية يتضمن الموافقة على شروط طالبنا بها قبل أيام». وأضاف إن «أبرز هذه الشروط التعهد بعدم عودة الجيش إلى المدن مستقبلاً، وتشكيل قوات نظامية من سكان كل محافظة سنية ترتبط بوزارة الدفاع وتأخذ أوامرها من المحافظة ومجلسها حصراً، ويتم اختيار عناصرها خارج ضوابط الاجتثاث وقرارات استبعاد الرتب العالية في الجيش العراقي السابق». ولفت إلى إن «الأنبار بدأت إجراءات تشكيل قواتها الأمنية الخاصة وتم تكليف عدد من كبار جنرالات الجيش السابق»، وأشار إلى أن محافظة «صلاح الدين بدأت إجراءاتها، وكذلك نينوى ولكن بوتيرة أقل بسبب سيطرة داعش على الموصل». إلى ذلك، أكد المصدر أن «الفصائل المسلحة السنية رحبت بخطوة القوى الشيعية، وأبلغت إلى ممثل الحكومة الذي سلم التعهد أنها مستعدة لحوار شامل يتناول الوضع السياسي والأمني وتنسيق المواقف لعزل تنظيم الدولة الإسلامية». ميدانياً، أكد ضابط أمني رفيع المستوى في مركز عمليات وزارة الدفاع في بغداد ل «الحياة» أن «هناك معلومات استخباراتية حشد داعش قواته في بلدات مجاورة لأربيل وكركوك استعداداً للهجوم على المدينتين». وأوضح أن «الضربات الأميركية ضد داعش عند حدود إقليم كردستان لم تدفع التنظيم إلى وقف خطته بالتوسع داخل الإقليم». وأشار إلى أن «داعش حشد عناصره جنوب أربيل وغرب كركوك بشكل مكشوف مع أسلحة متوسطة ومدافع، ما يرجح نيته تنفيذ هجوم واسع على المدينتين، ولكن توجيه ضربات جوية لهذه القوات المكشوفة سيكبدها خسائر كبيرة». وفي الأنبار قال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي في اتصال مع «الحياة» أمس إن «قضاء حديثة يتعرض ل 8 هجمات يومياً، والقوات الأمنية وعشائر المنطقة، خصوصاً عشائر الجغايفة لعبوا دوراً مهماً في منع سقوط القضاء، وهم الآن متماسكون مع القوة الموجودة لديهم ويجب تعزيز دفاعاتهم وحماية المنشآت الحيوية الموجودة في القضاء». وأوضح أن هناك «مخاوف من محاصرة القضاء وقطع الإمدادات العسكرية عنه لبعد حديثة عن الرمادي مئات الكيلومترات»، فيما أشار إلى أن «الوضع في الرمادي مستقر والقوات الأمنية تسيطر بشكل كامل باستثناء بعض الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون جنوبالمدينة». وفي جنوببغداد قال ضابط في الشرطة الاتحادية طلب عدم الإشارة إلى اسمه ل «الحياة» أمس إن «القوات الأمنية تسيطر على حزام بغدادالجنوبي ولا تمتلك داعش أي موطئ قدم في النواحي والقرى الواقعة في المنطقة». ولكنه أشار إلى أن عمليات اغتيال يتعرض لها عناصر القوات الأمنية وعدد من المتطوعين في مناطق عرب جبور والقادرية، في الاسكندرية، والبو حسون، في اليوسفية، وشاخة في اللطيفية».