طهران، موسكو، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – عشية لقاء جنيف غداً مع الدول الست المعنية بملفها النووي، أعلنت ايران انها ستحدد في وقت قريب للوكالة الذرية للطاقة الذرية جدولاً زمنياً لتفتيش منشأتها النووية الجديدة لتخصيب اليورانيوم، لكنها حذرت من انها قد تقيّد تعاونها مع الوكالة، اذا كررت الدول الغربية «اخطاء سابقة» خلال محادثات جنيف التي اعتبرتها طهران «فرصة تاريخية» يجب اغتنامها. وقال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي ان بلده «سيبلغ قريباً الوكالة الذرية بالجدول الزمني لتفتيش موقعه الثاني للتخصيب» في فوردو جنوبطهران، مضيفاً ان «انتاج اسلحة ذرية وامتلاكها واستخدامها، مخالف لعقيدتنا الدينية والاخلاقية. كيف يمكننا أن نوضح موقفنا أكثر من ذلك، فمنذ عام 1974 ونحن نقول ذلك». ونقلت قناة «برس تي في» الايرانية عن صالحي قوله إن «ايران اتخذت كل الخطوات الاحترازية لضمان أمن منشآتها النووية»، مشيراً الى انها «ستحاول تسوية القضية سياسياً وتقنياً مع الدول الست والوكالة الذرية». في الوقت ذاته، قال علي أصغر سلطانية المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية انه عقد اجتماعين مع مفتشين تابعين للوكالة، موضحاً ان ثمة اتفاقاً على السماح بوصولهم إلى الموقع «في المستقبل القريب». تزامن ذلك مع إصدار 239 نائباً من مجموع 290 نائباً في مجلس الشورى، بياناً اعتبر محادثات جنيف «اختباراً مهماً جداً للدول الست». وجاء في البيان: «نعلن دعمنا للمحادثات المقررة في اطار رزمة الاقتراحات التي قدمتها ايران، وننبه الدول المشاركة في المفاوضات الى ان هذه فرصة تاريخية يمكن ان تخفف من حدة الازمة وتحل المشكلة». واضاف: «ننصح المجموعة (الدول الست) بشدة باغتنام هذه الفرصة التاريخية. واذا كررت المجموعة اخطاء سابقة بدل استغلال هذه الفرصة، فإن المجلس وكما فعل في السابق، سيضع قرارات اخرى على اجندته». وكان البرلمان اوصى الحكومة عام 2006 بخفض مستوى تعاونها مع الوكالة الذرية، بعد فرض مجلس الامن عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي. وقد يكون البرلمان اشار الى مشروع قانون ينتظر المصادقة عليه، يحض الحكومة على تسريع تخصيب اليورانيوم. في السياق ذاته، قال النائب محمد كارامي راد وهو عضو محافظ في لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان: «اذا واصل الصهاينة واميركا ضغطهم على ايران واذا لم تصل المحادثات مع (الدول الست) الى نتيجة، سيتخذ البرلمان موقفاً واضحاً وشفافاً مثل انسحاب ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي». اما علي اكبر جوانفكر المستشار الاعلامي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، فأكد ان «محادثات جنيف تشكل فرصة ذهبية وفريدة بالنسبة الى الادارة الأميركية». وقال: «يمكن لهذه المحادثات بين ايران والدول الكبرى، ان تفتح نافذة جديدة للتفاهم والتعاون يستند الى العدالة والسلام للطرفين». وأضاف: «هذه المحادثات تشكل اختباراً دقيقاً جداً ليثبت الغرب نزاهته والتزامه التغيير. بعد هذه المحادثات، ستكون الكرة في ملعب الغرب، وخصوصاً الولاياتالمتحدة». وجاء ذلك بعد اعلان الجنرال حسين سلامي قائد سلاح الجو في «الحرس الثوري» ان ايران ستنتج «جيلاً جديداً محسناً وحديثاً جداً» من صاروخ «سجيل» الذي يبلغ مداه الفي كيلومتر، واختُبر خلال المناورات الصاروخية التي اختتمها «الحرس الثوري» الاثنين الماضي. وقال ان «لسجيل مدًى مناسباً وقوة تدمير ودقة كافية، ويُعتبر من اكثر الانظمة الباليستية تطوراً، انه افضل سلاح تملكه القوات المسلحة الايرانية»، مضيفاً ان «قدرة البلد الباليستية من دون حدود. والصواريخ من انتاج ايراني وعددها يزداد يومياً». في الوقت ذاته، أعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي تدشين المدمرة «سينا» في مياه بحر قزوين. في غضون ذلك، قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا على هامش اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين في السويد: «ما نريد الحصول عليه هو ضمانات من طهران بالهدف السلمي لبرنامجها النووي. حتى الآن لم نحصل على ذلك ولا اعتقد انه سيكون بالأمر السهل، ولكننا سنواصل الحوار». في موسكو، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ان المناورات الصاروخية الايرانية يجب ألا تكون مبرراً لفرض عقوبات أشد ضد طهران. وقال: «في الوضع الحالي، ليس هناك سبب لاستخدام ذلك ذريعة لتأجيج المناقشات حول فرض عقوبات». لكنه أقر بأن المناورات «تقدم حججاً إضافية للذين يدعون الى فرض عقوبات، في مناخ النقاشات السياسية الحادة حول البرنامج النووي الإيراني». وقال إن الاقتراحات التي قدمتها إيران للدول الست «تعزز عدداً من المسائل المتصلة بالأمن الدولي واكثر من ذلك. ثمة مجال واسع للحوار». في الوقت ذاته، دعت الصين الى ضبط النفس. وقالت جيانغ يو الناطقة باسم الخارجية الصينية: «نتمنى أن تستغل كل الاطراف هذه الفرصة لتعزيز الجهود الديبلوماسية، والسعي الى تسوية شاملة ودائمة وملائمة للملف النووي الايراني». وأضافت: «نعتقد أن على كل الاطراف اتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة التوتر وحل المشاكل، وليس العكس». وزادت: «نؤيد حماية نظام حظر الانتشار النووي في العالم، وندافع أيضاً عن تسوية الملف النووي الايراني في الشكل الملائم وعبر المفاوضات». وجاءت تصريحات الناطقة الصينية، بعد قول كورت كامبيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون آسيا: «للمرة الاولى، تدعم الصين عناصر في مقاربتنا القاسية» حيال ايران.