عشية توجيهه أول عظة له من شرفة المبنى البابوي المطل على ساحة القديس بطرس، أعلن البابا المنتخب فرنسيس خلال لقائه إعلاميين أنه يتمنى أن تكون الكنيسة «فقيرة وللفقراء». وفي بوينس ايريس، أكد أبراهام سكوركا عميد المعهد الحاخامي في أميركا اللاتينية وصديق خورخي برغوليو منذ فترة طويلة، أن البابا فرنسيس يفعل ما يبشر به وأن حرصه على العدالة الإجتماعية ليس لفظة خالية من المضمون. وأكد سكوركا (62 سنة) أن الحبر الأعظم «حريص جداً على العدالة الإجتماعية، ويقرن القول بالفعل. ولا يدهشني الا يستقل السيارة الخاصة (بعد إنتخابه). فهو لم يقع أبداً في فخ الكبرياء». وقد ترسخت الصداقة بين الحاخام والبابا الجديد خلال مناقشات دينية في كتاب «خورخي برغوليو وأبراهام سكوركا: على الأرض والسماء»، وفي برنامج تلفزيوني أسبوعي بثت حلقته الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر). ويرى الحاخام أن البابا الجديد هو المشجع «الأول» للحوار بين الأديان وستكون احدى ميزات حبريته، لافتاً إلى أنه «وصل إلى السدة البابوية في لحظة بالغة الدقة للكنيسة». وجزم الحاخام سكوركا عميد كلية الحقوق اليهودية في جامعة بوينس ايريس، أنه دائماً ما كان يعتقد أن الكاردينال الأرجنتيني سيصبح بابا. فهو يتمتع «باحترام كبير»، وهو «رجل أصيل ذو ايمان عميق يتجنّب الأمور السطحية، صادق في بساطته ويبحث عن الله باستمرار». وعن موضوع الإجهاض، ذكر الحاخام أن التقليد المسيحي أكثر تشدداً، فيما التقليد اليهودي يميل إلى مزيد من التأمل إنطلاقاً من قاعدة مشتركة هي احترام الكائن الجديد الذي يتكوّن». الأب بيل على صعيد آخر، دانت محكمة برادفورد في شمال إنكلترا كاهناً كاثوليكياً بريطانياً كان أقر خلال محاكمته بأنه متزوج سراً منذ 13 عاماً، بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر. ونفى الكاهن وليام فينيغان (59 سنة) والمعروف باسم الأب بيل في أوساط رعيته، الاتهامات الموجهة اليه بقيامه بتقبيل فتاة في سن ال17 عنوة والتحرش الجنسي بها. وأكد أنها هي التي قبلته وحاول صدها، وهو ما لم يقنع القضاة. وكشف أخل بنذور العفة التي قطعها عند سيامته الكهنوتية وتزوج سراً من سيدة مطلقة في العام 1999 في قبرص. وأوضحت زوجته في شهادتها امام القضاة انها لم تعش بالكامل مع زوجها لكنهما كانا يلتقيان دورياً وكانا يقيمان علاقات جنسية ويمضيان إجازاتهما معاً. إلى ذلك، أكد الكاردينال الجنوب أفريقي ويلفريد نابيير، المعروف بمواقفه المحافظة، ضرورة التعاطي مع الاستغلال الجنسي للأطفال على أنه «مرض» لا جريمة. وقال في مقابلة مع «بي بي سي»: «إنه مرض نفسي. ماذا تفعلون بالأمراض؟ يجب أن تحاولوا معالجتها. إذا كنت أنا، كشخص طبيعي، أختار بكامل وعيي انتهاك القانون، يجب أن أعاقب». وفي مطلع العقد الماضي، واجه نابيير انتقادات حادة إثر فضيحة استغلال جنسي بأطفال من جانب كهنة، وذلك على خلفية موقفه المتساهل والرافض لطرد المسؤولين عن هذه الجرائم في الكنيسة الجنوب أفريقية. وأشار الكاردينال إلى أنه يعرف كاهنين تعرضا خلال طفولتهما لانتهاكات جنسية وأصبحا بدورهما يتحرشان جنسياً بالأطفال. وعلقت باربرا دورييس التي تعرضت خلال طفولتها لاستغلال جنسي من كاهن، قائلة: «أن يكون الأمر مرضاً، ربما هو كذلك، لكنه أيضاً جريمة والجرائم يجب أن يعاقب عليها».