لندن - أ ف ب - في الوقت الذي يصل فيه البابا بنديكتوس السادس عشر صباح اليوم الى بريطانيا في زيارة تستمر اربعة ايام، ارتكب كاردينال هفوة بوصفه المملكة المتحدة بأنها تشبه "دول العالم الثالث"، ما اثار ردود فعل تهدد بتعكير هذه الزيارة التاريخية. وفي مقابلة نشرتها صباح اليوم مجلة فوكوس الالمانية قال الكاردينال فالتر كاسبر: "عندما تحطون في مطار هيثرو يتولد لديكم احياناً انطباع بأنكم وصلتم الى احدى دول العالم الثالث"، مضيفاً انه "في انكلترا انتشر نمط جديد من الالحاد الشديد". ولكن الفاتيكان الذي يأمل ان تساهم هذه الزيارة في التقريب بين الكنيستين الكاثوليكية والانغليكانية سارع الى التقليل من اهمية هذا التصريح. وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فريديريكو لومباردي في بيان ان "آراء الكاردينال كاسبر لا تعبر بأي شكل من الاشكال عن اي نية سيئة او ازدراء لبريطانيا". واضاف الاب لومبادري ان الكاردينال كاسبر اراد من تصريحاته "الاشارة الى انه لدى الوصول الى مطار لندن، وكما هي الحال في العديد من مطارات مدن العالم الكبرى (...)، يتبين لنا اننا في بلد يجتمع فيه كم كبير من الناس من خلفيات وانتماءات متنوعة للغاية". وكان من المقرر ان يشارك الكادرينال كاسبر ضمن الوفد البابوي في زيارة الدولة الى بريطانيا الا ان الفاتيكان اعلن لاحقاً ان الكادرينال الالماني لن يشارك "لدواع صحية". واصدرت الكنيسة الكاثوليكية في انكلترا وويلز رداً نأت فيه بنفسها عن تصريحات الكاردينال. وقال متحدث باسم الكنيسة في بيان ان "التعليقات المنسوبة الى الكاردينال كاسبر لا تعبر عن وجهة نظر الفاتيكان ولا عن وجهة نظر اساقفة هذا البلد". وتضاف هذه الواقعة الى ملفات اخرى ترخي بظلالها على زيارة البابا الى بريطانيا وفي مقدمها ملف الاعتداءات الجنسية التي تعرض لها اطفال من قبل كهنة كاثوليك وكذلك ايضاً التوترات بين الكنيستين الكاثوليكية والانغليكانية والاتهامات الموجهة الى الفاتيكان ب "الرجعية" في مواقفه من قضايا عدة ولا سيما وسائل منع الحمل والمثلية الجنسية وسيامة نساء كاهنات. وهي اول زيارة دولة يقوم بها حبر اعظم الى بريطانيا منذ انشقت الكنيسة الانغليكانية عن الكرسي الرسولي في القرن السادس عشر، وسيزور خلالها اسكتلندا (ادنبره وغلاسكو) ثم انكلترا (لندن وبرمنغهام). ويتوقع ان يصل البابا الى ادنبره ظهرا وسيتوجه على الفور الى هوليرودهاوس حيث يلتقي الملكة اليزابث الثانية، رأس الكنيسة الانغليكانية.