أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن استخدام القوات السورية للذخائر العنقودية في المناطق السكنية يتسبب بارتفاع عدد الإصابات في صفوف المدنيين، وطالبت بإدانة هذا العمل ب"أشد العبارات". وذكرت المنظمة أنها توصّلت من خلال مراجعة مبدئية للمعلومات المتاحة إلى تحديد 119 موقعاً على الأقل في أنحاء سوريا جرى فيها استخدام 156 قنبلة عنقودية على الأقل في الشهور ال 6 الأخيرة، بينها الزعفرانة (قرب الرستن) وآبل (قرب حمص) وبنش (إدلب) ودير العصافير (قرب دمشق) ودوما (قرب دمشق) وتلبيسة (حمص). وقالت إنها حققت في هجمتين بالقنابل العنقودية خلال الأسبوعين الماضيين، قتل فيهما 11 مدنياً بينهم سيدتان و5 أطفال، وجرح 27 آخرون. وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش إن " سورية تتوسع من دون هوادة في استخدام الذخائر العنقودية، وهي سلاح محظور، ويدفع المدنيون الثمن. والحصيلة المبدئية ليست سوى مجرد بداية، لأن الذخائر العنقودية كثيراً ما تخلف وراءها قنابل صغيرة غير منفجرة تستمر في القتل والتشويه بعد سقوطها بكثير". وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أنها وثّقت استخدام الحكومة للذخائر العنقودية، الملقاة جواً أو براً على السواء، إلا أنها لم تر أدلة على استخدام الذخائر العنقودية من جانب جماعات المتمردين المعارضة. وقالت إن مراجعة العلامات الموجودة على هذه القنابل والذخائر الصغيرة الموجودة بداخلها، إضافة إلى مقارنة كتيبات الأدلة السوفييتية الخاصة بالأسلحة، تشير إلى تصنيعها في مصانع الذخيرة السوفييتية التابعة للدولة في سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضي. لا توجد معلومات متاحة عن كيفية وتوقيت اقتناء سوريا لهذه الذخائر العنقودية، المصنوعة في الاتحاد السوفييتي السابق. وقال غوس إن "على كافة الدول المنضمة إلى معاهدة حظر القنابل العنقودية التزام قانوني برفع الصوت عالياً لإدانة سورية، واستخدامها الذي لا يفتأ يتوسع لهذه الأسلحة العشوائية عديمة التمييز، لكن قلة قليلة منها هي التي تفعل هذا. إذا كان هناك وقت مناسب للتكلم فهو الآن. ونحن ندعو كافة الأمم المعنية بحماية المدنيين إلى إدانة اعتداءات سوريا بالقنابل العنقودية بأشد العبارات الممكنة".