أن يعجز اتحاد الكرة في اتخاذ أول قرار يكون فيه على المحك ويهرول حاملاً ملف قضية إسقاط لاعب وتسجيل آخر على رغم وضوح اللائحة، ويطلب النجدة من الاتحاد الدولي بعد انتهاء فترة التسجيل، فذلك يعني أن هذا الاتحاد إما جبان يخشى ردود الفعل أو أنه شكلي فاقد الأهلية، تسيّره الأندية وأصحاب النفوذ، حتى لو تم اختيار رئيسه وأعضائه عن طريق الانتخاب، فقد أراد أن يكون الضوء الأخضر دولياً، ليتخلص من تبعات القضية، ولكنه لم يعرف كيف يشعل هذا الضوء، فاحترق ووقع في مطب سيكون وبالاً عليه في قادم الأيام عندما تصادفه قضايا مشابهة، ذلك أن خطاب ال»فيفا» ليس فيه ما يخول النصر للتسجيل، كما لم يتضمن كلمة «موافقة» أبداً بل هو ضد ذلك، إلا أن هذا الخطاب كان للجنة الاحتراف درع وقاية، لتفعل ما بيتت النية لفعله، لتقول للجمهور: إنه تمت مخاطبة ال»فيفا»، ووافق. فهل يعتقد هؤلاء المسؤولون أن الناس لا تجيد اللغة التي كتب بها الرد؟ أم أن مترجمهم ورطهم؟ لأن أهم كلمة في هذه القضية أُسقطت مع سبق الإصرار، وهي لب القضية. لن أقول إن تلك الخطوة تحسب لإدارة النصر نفسه الذي طوع علاقاته واستثمرها بما يعود عليه بالنفع والفائدة على مبدأ: أنا ومن بعدي الطوفان، بل أقول إن قانوناً جديداً سنّه النصر على رؤوس الأشهاد وسيطبقه، ذلك هو «قانون كيفك»، فمن لا يعجبه أي قرار يصدر من اتحادنا الموقر، عليه أن يجبر الاتحاد لرفعه إلى ال»فيفا»، ليترجم وفق ما يهوى، ومن أصيب لاعبه سيهبّ مسرعاً، ويستنجد بواسطته الطبية والشخصية، لاستصدار تقرير طبي بالمدة التي يرى أنها تحقق غايته وأهدافه الآنية والمستقبلية، وهو يفتح الباب على مصراعيه للجميع، ليناله من الاستثناءات والقرارات الخاصة. ولتعرفوا أن ما حدث استثناء، وهو شأن خاص، اقرؤوا تفاصيل هذه الأقصوصة: «يحكى أنه كان هناك ناديان، اسمهما القادسية والفيصلي، أصيب لاعبان فيهما إصابة قوية، بعد انتهاء فترة التسجيل، وتقدم الناديان بتقارير طبية عن حالهما بكل شفافية ووضوح للجنة الاحتراف، مطالبين بالوقوف معهما ودعمهما، وتبني قضيتهما، لتسجيل بديل، لكنهما للأسف، خذلا ورفض طلبهما، ولأنه ليس للفيصلي والقادسية أناس متنفذون، ويحظون بصداقات قوية في زيورخ، ولا مترجمون، هنا توقف الموضوع، وانتهى في أحد أدراج أعضاء اللجنة حتى طواه النسيان، وصار الكل يتحدث به على طريقة: كان وكان». هذه التفاصيل أبى الزمن إلا أن يعيدها بحذافيرها، ولكن باختلاف الشخصيات والأندية، ليعرف الجميع أن العدل والمساواة في التعامل مع الأندية غير موجود على أرض الواقع، وليست إلا مصطلحات، تقال عند «التوهق» في البيانات، فبقدرة قادر تحول تقرير إيوفي من إصابة إلى إعاقة، ومن موقتة إلى دائمة، وتم القفز، ليس على جدار الاتحاد السعودي ولجنة الاحتراف، بل على ال«فيفا»، فحصل النصراويون على مبتغاهم بأسرع مما توقعوا، واحتفلوا بانتصارهم على لوائح الاتحاد السعودي ولجانه، وتم إسقاط إيوفي، وتسجيل بديله بكل أريحية، وقيدت قضية الفيصلي والقادسية ضد مجهول، وذهب قرارها مع الريح، ولن يجدي ما يحدث الآن من ملامة وعتاب أو حتى صراخ. مواقف مرتجلة في بداية عهد جديد.. جبنٌ في اتخاذ القرار أو تأخر في إصداره، خشية ردود الفعل، مؤشرات تنبئ بأن القادم يحمل في طياته المزيد من الكوارث الإدارية [email protected] Qmonira@