لم يصدق مسؤولو الأندية السعودية أن يتوقف الدوري لمدة أسبوعين لأجل إعداد المنتخب لمباراة استراليا الهامة، حتى حزم الجميع حقائبهم، واتجهوا شرقاً نحو ضفاف الخليج العربي، وهناك بالتأكيد لن يقيموا مجاناً أو يتدربوا على ملاعب هذه الدول ببلاش، فكل شيء بميزان دقيق لذا رصدت موازنات كبيرة لهذه المعسكرات بلغت مليوني دولار، ولن أتحدث عن توافرها لدى الأندية من عدمها فقد أشبع ذلك حديثاً وطرحاً من الجميع في مختلف وسائل الإعلام، لكني تساءلت لما تبحث أنديتنا عن منشآت وملاعب تستطيع أن تقيم فيها معسكرات مفيدة بدنياً ونفسياً وتتدرب بأريحية وسط أجواء تساعد أي مدرب على النجاح وتطبيق ما يريد من خطط مستقبلية؟ وهل نفتقر للأراضي المناسبة لإقامة كل ما نحتاج من ملاعب ومرافقها وبأعلى جودة ممكنة؟ أم نفتقد للمال الذي يحيل أي حلم مهما صعب إلى واقع محسوس؟ صراحة لا هذا ولا ذاك ينقصنا أو يمكن أن نعلق عليه شماعة خلو بلادنا من منشآت رياضية عملاقة، فبلادنا، الصحاري فيها ممتدة تحيط بالمدن إحاطة السوار بالمعصم، ومهما زحف العمران واتسعت رقعة البناء تبقى مساحات أخرى شاسعة تسد الأفق جرداء بلا قيمة وبلا استغلال، أما المال فيكفي أن تذكر المملكة ليقال إنها تنام على آبار من النفط كفيلة أن تحولها إلى جنات خضراء، وليس مجرد أن تساعدها في إقامة ملاعب خضراء. ثم إن الرياضة علاوة على أنها استثمار مالي صرف، أضحت مورداً لجذب السياح، وعندما يقول مسؤول العلاقات العامة في مجلس دبي الرياضي إن من أولويات اهتمام المجلس تنشيط السياحة الرياضية فيها وتنظيم معسكرات الأندية العالمية والعربية في مرافق ومنتجعات بمواصفات عالمية مع تقديم التسهيلات كافة التي تضمن إقامة مريحة وجاذبة لمرات أخرى عن طريق التسويق لهذه المعسكرات، ليس عبر جهود فردية بل عمل مؤسساتي استثماري ناجح يتبع لحكومة دبي، والعائد المادي ليس لأشخاص فيها بل يدخل ضمن موازنتها لإعادة استثماره بشكل أفضل، وفي مكان آخر عبر أفكار أكثر جذباً للسياح والرياضيين، عندما أسمع ذلك أتيقن أن البون شاسع جداً بين الفكر الذي يقود التنمية هنا وهناك، وسنظل نراوح مكاننا كثيراً، فيما ستكون أموال معسكراتنا دخلاً ثابتاً لدى غيرنا. حلقت في فضاء الخيال كثيراً، وتهيأ لي أنه صار في كل مدينة مجلس رياضي، واننا نملك منشآت ضخمة لأجلها يزدحم جدول طلبات إقامة المعسكرات، وعندما أفقت وجدت جل أنديتنا خارج الحدود حتى نجران في تركيا فتعوذت من الشيطان ورددت: «يا بلادي واصلي والله معاك». [email protected] @qmonira