قال مصدر فرنسي مسؤول ل «الحياة» إن اجتماع كبار موظفي الدول المحورية لدعم المعارضة السورية الذي سيعقد يوم الاثنين في الخارجية الفرنسية هو فعلياً لدعم رئيس الائتلاف المعارض معاذ خطيب وتعزيز اللجنة العسكرية في الائتلاف وتعزيز التنسيق بينهما وبين اللجان على الأرض وتعزيز مكتب معاذ الخطيب والمجالس الثورية كي يتمكنوا قريباً من أن يكونوا على الأرض في سورية. وتعتبر باريس أن أي دعم عسكري ومالي وإنساني عليه أن يكون عبر معاذ الخطيب، كما تتفهم تأخير الائتلاف في تشكيل الحكومة الانتقالية ولكن ما تريده الأوساط الفرنسية توسيع الائتلاف بقدر الإمكان، وذلك بحسب المصادر الفرنسية التي تعتبر أنه ينبغي العمل على الجالية العلوية التي إلى الآن لم تشهد انشقاقات أساسية. إلى ذلك نقل المصدر عن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي أن خطة جنيف فشلت وأن الإبراهيمي يعتبر أن الأميركيين والروس «يستخدمونه كي يظهروا بأنهم يتحركون». وما تلاحظه أوساط القرار في الدول الأوروبية أن الإدارة الأميركية قررت عدم التدخل بالوضع في سورية مما يجعل موقفهم قريباً من الموقف الروسي كأنهم ينتظرون أن يعرفوا من سينتصر في سورية كي يقرروا. فمثلاً عندما بدا الائتلاف يتحدث عن تشكيل حكومة موقتة أبدت الإدارة الأميركية قلقاً لحلفائها، محذرة من تجنب ما حدث في العراق في حين أن الولاياتالمتحدة هي التي ارتكبت أخطاء العراق وليس حلفائها، وذلك بحسب المصادر. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند محذراً إياه من الاعتراف بحكومة سورية موقتة، فالإدارة الأميركية لا تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد ولكن موقفها هو طالما أن المستقبل في سورية مجهول، فالإدارة الأميركية لن تفعل شيئاً وهذا الموقف مشابه لحجة الروس الذين يقولون إنه طالما ليس هناك خيار مقنع للأسد فلن نوافق على رحيله. وتفيد المصادر أن الإدارة الأميركية لا تريد التورط بأي تدخل عسكري كما لا تريد التورط في تأييد إسلاميين في سورية. ويقول المصدر إنه صحيح أن الإدارة الأميركية حريصة جداً على مصالح إسرائيل ولكن يظهر للأوروبيين والفرنسيين أن إسرائيل أوضح بالنسبة للموضوع السوري إذ أن الإدارة الإسرائيلية تقول للأوروبيين إن استمرار الأمور على ما هي عليه في سورية حالياً خطير جداً، وأنه إذا طال الوضع على ما هو حالياً فسيشكل مستقبلاً أخطر بعد الأسد . فإسرائيل تتخوف من وضع هش ومتدهور في سورية حيث أن إيران مستمرة في التدخل، كما أن الأسلحة الكيماوية قد تصبح خارج السيطرة. ويقول مصدر فرنسي إن رأي الإبراهيمي أنه ليس هناك «حل سياسي». وتري الأوساط الفرنسية انه على رغم ذلك فان الأسرة الدولية بحاجة إلى بقائه لأن في لحظة ما ستتغير الأمور في سورية والحل سيكون عسكرياً على الأرض وسيكون ضرورياً عندئذ إطلاق مسار سياسي والسيطرة على الوضع، والآن هو ليس في وضع يسمح له بذلك. وفي زيارته الأخيرة إلى دمشق قال الإبراهيمي للأسد: أنت لا يمكنك أن تربح فقد خسرت المعركة والمعارضة لم تربح ولكنها بإمكانها أن تربح ولكن الثمن سيكون باهظاً لأنه سيكون تدمير البلد ودمشق. وأجابه الأسد أنه يخطئ إذ أنه لا يمكن للمعارضة أن تربح، لكنه هو بإمكانه أن يربح حتى إذا دمر البلد. وتقول المصادر إن هدف الأسد الوحيد هو أن يستمر حتى إذا دمر البلد. والمشكلة، كما يقول المصدر إنه لن يكون هناك تدخل عسكري في سورية من أي جهة. فالحل سيكون على طريقة ليبيا لكن من دون تدخل الناتو، أي بإعطاء الائتلاف الإمكانات ليقوم بما قامت به قوات الناتو في ليبيا.