أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في حديث إذاعي أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيستقبل غداً وفد الائتلاف الوطني السوري الجديد، برئاسة معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ونائبي رئيس الائتلاف رياض سيف وسهير أتاسي. وقال فابيوس إنه بعد تشكيل الحكومة السورية الانتقالية، التي يمكن أن تتم في غضون أسابيع ينبغي على دول العالم أن تعيد النظر وتدرس إزالة الحظر على بيع الأسلحة للمعارضة السورية. وقال فابيوس لإذاعة «أر تي أل» إنه «في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك أي سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبي. المسألة قد تطرح، ستطرح على الأرجح في ما يتعلق بالأسحلة الدفاعية». وأضاف أن «هذا الأمر لا يمكننا القيام به إلا بالتنسيق مع الأوروبيين. المسألة ستطرح لأن الائتلاف (السوري المعارض) طلب منا هذا». وتابع أن «موقف فرنسا يقوم على عدم تسليح النزاع لكنه من غير المقبول طبعاً أن تكون هناك مناطق محررة وأن تتعرض لغارات جوية من مقاتلات بشار (الأسد)». وشدد على أن «مسألة التسليح ستطرح»، من دون تحديد موعد، لكنه قال إن الأمر سيكون قريباً. وزاد فابيوس «علينا التوصل إلى توازن والأمر ليس سهلاً، إذ علينا أن نتفادى الانتقال إلى التسليح من جهة، ومن جهة أخرى الحؤول دون تدمير المناطق المحررة». وقال «نقوم بمحادثات مع (مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية الأخضر) الإبراهيمي، ومع روسيا لأننا نريد التوصل إلى حل». والحظر الأوروبي لا يسري على روسيا حليفة النظام السوري وأحد أبرز مزوديه بالأسلحة. يأتي ذلك فيما قال مصدر فرنسي مطلع على ملف الشرق الأوسط وبالتحديد الملف السوري ل «الحياة»: إن فرنسا تعاونت في شكل وثيق مع قطر في شأن اتفاقية الدوحة التي أدت إلى تشكيل الائتلاف الوطني السوري وهي صيغة لها صدقية لذا، اعترفت بها فرنسا فوراً. وتابع المصدر الفرنسي: الآن ينبغي على كل أصدقاء سورية أن يعترفوا بالائتلاف الوطني من أجل تمكين سلطة هذا الائتلاف، وذلك عبر عدد من التحركات تقوم بها باريس منها إشراك الائتلاف السوري بما نقوم به مع المجالس الثورية وغيرها على الأرض في سورية ومحاولة تعزيز روابطها مع الثوار على الأرض. وأضاف موضحاً: باريس ستعمل كي تعطي الجامعة العربية شرعية للائتلاف السوري الذي تم تشكيله في الدوحة ومنحه مقعداً فيها، هذه مهمة العرب... باريس تريد دفع عدد من الدول خلال اجتماع أصدقاء سورية المقبل للاعتراف بشرعية الائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. وقال المصدر المطلع ل «الحياة»: إن الموقف الفرنسي أصر دائماً على أهمية تشكيل هيئة تنفيذية موثوقة يمكن أن تشكل حكومة موقتة. وفكرة باريس أنه ينبغي إعطاء كل الدعم والتأييد للائتلاف من اجل تعزيز صدقيته. وشدد المصدر الفرنسي على أن معلومات باريس هي أن النظام السوري يفقد مواقع ويتراجع، لكن تقدير باريس أنه كلما طالت الأمور ازدادت خطورة. وأنه حتى في صفوف الجيش هناك صعوبات على صعيد العمليات، والنظام يفقد الثقة بوحداته خصوصاً منذ دعوة الجنود إلى عدم الانشقاق والبقاء في الداخل. ورأى المصدر: أن مرحلة ما بعد بشار الأسد قد بدأت. فهناك أماكن في سورية لم يعد للأسد أي نفوذ. والخطر الآن أن تستمر الأزمة إلى ما بعد بشار الأسد. وفي هذا الإطار ترى فرنسا أن أفضل طريقة لضبط هذا الخطر هو التسريع في الانتقال كي يرحل الأسد وأن يتم الانتقال السياسي في ظروف أقل سوءاً من الغد. وأكد أن المخاوف من الجهاديين مؤكدة، حتى من جهاديين يذهبون من فرنسا. وزاد: باريس تريد تجنب الخطر الأكبر هو الاهتراء. الائتلاف بديل جامع وغير عدائي للجيران. والفكرة الفرنسية هي أنه بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، وإذا حصلت على شرعية من الجامعة العربية ينبغي على أصدقاء سورية أن يعترفوا بها وبعد ذلك بإمكان رئيس الائتلاف أن يوجه رسالة إلى أمين عام الأممالمتحدة ليبلغه بأنه سيرسل الممثل الشرعي لسورية إلى الأممالمتحدة، وبان كي مون سيضطر إلى تقديم ذلك إلى لجنة الصلاحيات في الجمعية العمومية للبحث في شرعية الممثل واللجنة لن توافق لأن فيها الروس والصين عندئذ يطرح ذلك للتصويت أمام الجمعية العمومية لطلب حصول ممثل الائتلاف على مقعد سورية في الأممالمتحدة. وأوضح المصدر أن هذا هو السيناريو الفرنسي، وأن أمامه عقبات من بينها ربما الموقف الأميركي ومواقف دول أفريقية، لكنه سيناريو قيد التفكير وفق ما أفاد المصدر.