على رغم أن أنظمة الصرافة السعودية، تمنع تداول أية عملة بصورة رسمية مع دولة لا ترتبط معها باتفاقات تعاون اقتصادي طبيعية، إلا أن العملة الإسرائيلية «الشيكل» فرضت وجودها داخل المشاعر المقدسة ضمن خمس عملات ( الريال السعودي، الدولار الأميركي، الجنيه المصري، الدينار الأردني، الشيكل الإسرائيلي)، يستخدمها الحجاج الفلسطينيون وخصوصاً «عرب 48» وفي شكل محدود فلسطينيو «67»، ويتناقلونها خلال أدائهم للنسك منذ مغادرتهم الأراضي الفلسطينية، وحتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة. ويعتبر الحاج الفلسطيني قاعدة استثناء وسط عشرات الجنسيات الموجودة بالمشاعر المقدسة، كونه يحمل أربع أو خمس عملات مالية على أقل تقدير ليستطيع التحرك بمرونة وحرية أكثر في تنقلاته الدولية التي تمر عبر مصر أو الأردن، للوصول إلى المشاعر المقدسة، فالعملة السعودية موجودة في جيب «الحاج الفلسطيني»، إضافة إلى الدولار الأميركي، والدينار الأردني، والجنيه المصري، والشيكل الإسرائيلي «الممنوع» صرفه بالسعودية. واعتاد الحجاج عموماً قبل قدومهم من وطنهم على حمل عملة السعودية للتعامل بها داخل المشاعر المقدسة، والمنافذ الحدودية، وعملة وطنهم لتحويلها عند حاجتهم للمال لشراء حاجاتهم الغذائية أو شراء الهدايا مع اقتراب عودتهم إلى أوطانهم. وقال الحاج الفلسطيني معن حسن المدهون ل «الحياة» إنه يعمل قبل قدومه للحج عامل تشحيم بإحدى محطات الوقود في مخيم جباليا بقطاع غزة ويحصل أسبوعياً على 300 شيكل من جهة عمله، ولا يتعامل مع أي بنك في وطنه لأنه يصرف ما يحصل عليه على أهل بيته. وأضاف: «إن رحلة قدومه للحج بدأت عن طريق وصوله إلى مصر من طريق الحافلات، ومن ثم الانتقال إلى الديار المقدسة من طريق رحلة طيران من القاهرة إلى جدة»، مفيداً بأن رحلته تحتاج لحمل عملات عدة قبل وصوله إلى المشاعر حتى يسهل عليه اقتناء حاجاته، ولا يصرف في السعودية أية أوراق نقدية سواءً شيكلاً أم جنيهاً أم ريالاً، لأنه لا يحتاج إليها، لتوفير القائمين على مخيم ضيوف خادم الحرمين الشريفين متطلباته كافة». ويتداول بالسوق الفلسطيني أربع عملات رئيسة منذ العام 1993، نتيجة لاتفاقية أوسلو وبروتوكول باريس الاقتصادي، التي اشترطت استخدام الشيكل الإسرائيلي كعملة متداولة، إضافة إلى الدينار الأردني، والدولار الأميركي كعملة عالمية، ومنذ أعوام عدة تم التداول باليورو الأوروبي. حاملو «الشيكل» الإسرائيلي من عرب 48 وفلسطينيي 68 وحدوا الدعاء على الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرضهم ظلماً وعدواناً، سائلين الله التفريج عن كربتهم وحلحلة أزمة بلادهم.