أنعش موسم الحج سوق الصرافة بمكةالمكرمة، فغالبية الحجاج يحرصون على تبديل عملاتهم بالريال ليتمكنوا من شراء الهدايا لذويهم، إلا أن المستثمرين يرون أن قطاع الصرافة تأثر كغيره من القطاعات بتخفيض عدد الحجاج، حيث يصل حجم التداول اليومي إلى 140 مليون ريال لهذا العام بانخفاض نسبته 40% عن الأعوام السابقة. وقال المستثمر في قطاع الصرافة مصلح الجميعي إن سوق الصرافة يعتمد بشكل مباشر على حجاج الخارج الذين يحملون العملات الأجنبية، وإن السوق انتعش بعد نزول الحجاج من المشاعر لمكةالمكرمة، متوقعا أن تستمر حركة تداول العملات في نموها حتى 22 من الشهر الجاري، ثم تعود للانخفاض بعد مغادرة الحجاج لمكةالمكرمة وتوجههم للمدينة المنورة. ولفت إلى أن حجم سوق الصرافة في الوقت الحالي وما يتم تداوله من عملات يتراوح مابين 120 – 140 مليون ريال يوميا، على غرار الأعوام السابقة التي بلغ فيها 200 مليون ريال. وأضاف الجميعي، تخضع آلية الصرافة إلى قواعد قانونية لمؤشر تداول البورصة العالمية، ارتفاعا وانخفاضا، فلدينا شاشة لعرض الأسعار، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية التي شهدتها أمريكا أثرت على انخفاض قيمة الدولار وكذلك سعر صرف الريال مقابل الدولار لارتباطه بسعر الدولار أمام العملات الصعبة الأخرى، حيث شهدت عملات كاليورو، والفرنك السويسري، والباوند البريطاني والجنيه الإسترليني ارتفاعا في الأسعار. وأكد أن محال الصرافة لديها مكائن خاصة لكشف العملات المزورة، وبالتالي تكون عمليات التزوير نادرة، بينما تمرر النقود المزورة عبر المحلات التجارية التي تتعامل بالعملات الأجنبية، مبينا أن أكثر العملات تزويرا الدولار واليورو والعملة الهندية من فئة 1000ربية، ملمحا إلى أنه ونظرا لوجود كاميرات داخل المحل وخارجه، وبالتعاون مع شرطة العاصمة المقدسة والبحث الجنائي تمكنوا من ضبط أكثر من 3 عصابات درجت على سرقة أصحاب الأموال حال خروجهم من محلات الصرافة.وأفاد أن محلات الصرافة في مكةالمكرمة تتوزع بالمنطقة المركزية وتشهد سوقا تنافسية، حيث يبلغ عدد المحلات المصرح لها نحو 18 محلا، وكون مكةالمكرمة تعتبر سوقا ضخمة للصرافة، فخلال عامين من المتوقع أن تصل أعداد محلات الصرافة إلى 40 محلا، مستدركا أن اشتراطات ترخيص مزاولة أعمال الصرافة التي تفرضها مؤسسة النقد السعودية دقيقة، إلا أن التنامي في عدد محلات الصرافة وارد جدا خلال العامين المقبلين. وعن أكثر العملات تبديلا قال الجميعي: "الدولار، اليورو، العملات الهندية ، ثم العملات الإندونيسية، في حين أن العملات التي يتخوف من تداولها المستثمرون في قطاع الصرافة هي الصومالية، السودانية، ودول جنوب أمريكا".