قال ناشطون أمس إن فصائل المعارضة في جنوب سورية تتجه إلى تشكيل «قيادة عسكرية موحدة» لتنسيق عملياتها في محافظتي درعا والقنيطرة، في تكرار لما قاموا به في الغوطة الشرقية حيث ساعد توحدهم في تصعيد عملياتهم ضد قوات النظام، في وقت دارت مواجهات في أكثر من محافظة. ووثّق حقوقيون وقوع 52 مجزرة في أنحاء سورية خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي وقالوا إن النظام مسؤول عن ارتكاب 50 منها و«كلها ضد المدنيين». وبحسب موقع «الدرر الشامية» المعارض، فإن «الفصائل العاملة في محافظتي درعا والقنيطرة تعتزم تشكيل قيادة عسكرية موحدة، تضم الفصائل العاملة، بما فيها جبهة النصرة والجيش الحر، تحت اسم مجلس شورى مجاهدي حوران». وأضافت أن هذه القيادة «تُعتبر بمثابة غرفة عمليات تنسّق العمل العسكري وتقوده وتضبطه، وليست ذوباناً كاملاً للفصائل في فصيل واحد وتسمية واحدة». يُذكر أن الغوطة الشرقية شهدت تجربة مماثلة تمثّلت بتشكيل «القيادة العامة للغوطة» التي باتت تتولى إدارة المعارك والتخطيط لها. وجاء التحرك نحو توحيد الفصائل المسلحة في جنوب سورية في وقت انسحبت قوات النظام صباح أمس من تل مصيح بريف درعا «بعد اشتباكات ضارية شهدتها بلدة دير العدس قتل خلالها نحو 40 جندياً»، بحسب ما أكد «المكتب الإعلامي في دير العدس» الذي أشار إلى أن الجنود قُتلوا خلال محاولتهم اقتحام البلدة التي يسيطر عليها الثوار. وفي الإطار ذاته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران المروحي للنظام قصف ببراميل متفجرة مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، كما قصف بالمدفعية أطراف بلدة عقربا ومناطق في بلدة النعيمة بريف درعا الشمالي، ومناطق أخرى في درعا البلد بمدينة درعا. أما في محافظة القنيطرة، فأشار «المرصد» إلى إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً على بلدة مسحرة بريف القنيطرة. وفي دمشق وريفها، أشارت معلومات المعارضة إلى «معارك طاحنة تدور بين كتائب القيادة العامة في الغوطة وقوات الأسد على المتحلق الجنوبي في كل من زملكا - عربين - حرستا - جوبر، وسط غارات جوية من الطيران الحربي، وقصف صاروخي ومدفعي كثيف». كما شهدت جبهات الدخانية وعين ترما في الغوطة الشرقية معارك عنيفة أيضاً. وفي تقرير من محافظة حماة (وسط سورية)، أشارت وكالة «سمارت» إلى مقتل أربعة من جنود النظام بمكمن نصبه لهم لواء «العقاب الإسلامي» على طريق بلدة السعن بريف حماة الشرقي. وفي المقابل، شن الطيران الحربي غارتين على مدينة مورك بريف حماة الشمالي، فيما قُتل عنصر من «ألوية وكتائب العزة» في اشتباكات مع قوات النظام على أطراف حاجز بلدة الزلاقيات بريف حماة. وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد» أن اشتباكات دارت ليل الأربعاء - الخميس «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، على أطراف قرية حرجلة قرب الحدود السورية - التركية في ريف حلب الشمالي». وأضاف أن اشتباكات مماثلة دارت «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف حي بني زيد شمال حلب، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباك، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في حي جبل بدرو شرق حلب ... وقصف الطيران المروحي مناطق بالقرب من فروج الشرق ومركز توزيع الخبز في حي طريق الباب، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين على الأقل». 52 مجرزة في غضون ذلك، أحصى «المعهد السوري للعدالة» أنه في خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي ألقت مروحيات النظام 218 برميلاً متفجراً والطائرات الحربية 220 صاروخاً على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الثوار. وقُتل في هذا القصف 216 شخصاً بينهم 65 امرأة و34 طفلاً. كما وثّق المكتب الحقوقي ل «اتحاد تنسيقيات الثورة» حدوث 52 مجزرة في سورية خلال شهر ايلول، مشيراً إلى أن «ميليشيات النظام» مسؤولة عن ارتكاب 50 من هذه المجازر «كلها في حق المدنيين». وعدّد المكتب أن مناصري النظام ارتكبوا 11 مجزرة في ريف دمشق، و11 مجزرة أخرى في حلب وريفها، و 8 مجازر في ادلب، و 6 مجازر في دير الزور، و2 في درعا، و 2 بريف الحسكة، و 2 في حماة، و 2 في الرقة، ومجزرة واحدة بريف اللاذقية. وتابع المكتب أن مدينة دوما بريف دمشق تُعتبر أكثر المناطق التي ارتكبت فيها المجازر لشهر أيلول حيث ارتكبت «ميليشيات النظام 8 مجازر في دوما وحدها». وفي المقابل، ذكر المكتب أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم 35 ناشطاً مدنياً واعلامياً في مدينة الرقة كان اعتقلهم في وقت سابق. ونقل عن نشطاء من مدينة الرقة أن المعلومات جاءت عقب ابلاغ عناصر من التنظيم لذوي الضحايا انه تم اعدامهم ودفنهم في مقبرة جماعية. وبحسب المعلومات فإن النشطاء اعدمهم التنظيم بتاريخ 18/9/2014. ونشرت صفحة «الرقة تذبح بصمت» على شبكة «فايسبوك» صوراً للناشط الاعلامي أحمد الاصمعي أحد أبناء المدينة، وهو واحد من ال 35 ناشطاً الذين تم اعدامهم. وبحسب عائلته فإن التنظيم أعلمهم بمقتل ابنهم الاربعاء، وعندما طالبت بجثته رد عناصر التنظيم بالقول إنه دفن في مقبرة جماعية على أطراف الرقة.