لندن، موسكو، دمشق، بيروت - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - هيمنت الأزمة السورية وآفاق الحل السياسي على المحادثات التي أجراها امس في برلين وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع الوزير الاميركي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير خارجيتها غيدو فيسترفيلله. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الاميريكية ان الوزيرين اجتمعا لمدة ساعة و45 دقيقة وامضيا اكثر من نصف هذه المدة في مناقشة الوضع السوري. ووصفت المحادثات بانها كانت «جدية وعميقة». وناقش الوزيران كيفية تطبيق اتفاق جنيف بهدف الاتفاق على صيغة تسمح بتشكيل حكومة انتقالية. وطالب لافروف المعارضة السورية بتسمية ممثليها للحوار مع النظام. وكان لافروف استبق اجتماع برلين بانتقاد من وصفهم ب «المتشددين الذين يراهنون على حل عسكري للمشاكل السورية ويعيقون المبادرات لبدء الحوار». وقال «انهم يسيطرون فيما يبدو حتى الان على صفوف المعارضة السورية بما في ذلك ما يسمى بالائتلاف الوطني.» وقال برهان غليون الرئيس السابق ل «المجلس الوطني» السوري، ل «الحياة» في لندن، ان المعارضة تعتبر روسيا طرفاً غير محايد في الازمة السورية، وطالب الدول الصديقة بالحد من الدور الروسي في المفاوضات وتصريحات الوزير لافروف لا تقل تشدداً حيال الثورة السورية عن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال ان اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في روما سيركز على مسألتين: اتخاذ موقف ثابت من قبل الدول الصديقة من مسألة الحوار وشروطه، والثانية ضرورة تحديد مستقبل العمل الميداني واهمية تمكين المعارضة من مواجهة القوة المتفوقة للنظام. واشترط غليون ان تحاط مشاركة موسكو في اي وساطة باطار قانوني وان تكون مواقف المعارضة مدعومة من قبل اصدقاء سورية بشكل يحد من الدور المنحاز لموسكو، وبحيث لا تأتي اي تسوية لصالح النظام. وعن تمكين المعارضة من المواجهة العسكرية وضرورة حماية المدنيين في مناطق الشمال السوري قال غليون ان «الائتلاف» سيقترح توسيع نطاق عمل صواريخ «باتريوت» داخل الاراضي التركية الى حوالي 10 كلم من الحدود السورية، بحيث تستطيع رد صواريخ «سكود» التي تتعرض لها مناطق حلب وادلب وبالتالي تحد من حجم الدمار والقتل الذي يلحق بهذه المناطق. وكانت منظمة «هيومان رايتس واتش» ذكرت ان قصف النظام لهذه المناطق في الاسبوع الماضي ادى الى مقتل أكثر من 141 شخصا من بينهم 71 طفلا. وقالت مصادر في المعارضة السورية ان «الائتلاف الوطني» يسير باتجاه تشكيل «حكومة سورية الحرة» التي ستعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط في شمال شرقي البلاد، اضافة الى عائدات الجمارك في مناطق الحدود الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة. من جهة اخرى علمت «الحياة» ان الروس ابدوا اعتراضاً شديد اللهجة على استخدام النظام السوري صواريخ «سكود» في القصف الاخير الذي تعرضت له مدينة حلب، وابلغوا هذا الاعتراض للمعلم خلال زيارته الاخيرة لموسكو. وقالت مصادر مطلعة ان الزيارة التي كان رئيس «الائتلاف الوطني» السوري معاذ الخطيب ينوي القيام بها الى موسكو لم تلغ بل تأجلت الى موعد جديد وينتظر ان يقوم بها في 12 او 13 شهر آذار (مارس) المقبل. وفي نيويورك، أكد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن أحد الموظفين الدوليين في قوة «أندوف» العاملة في الجولان السوري المحتل «مفقود وأن الأممالمتحدة تجري اتصالات مع الأطراف لمعرفة مصيره» من دون أن يحدد ما إذا كانت الأطراف تشمل المعارضة السورية أم الحكومتين السورية والإسرائيلية فقط. وفيما رفضت الأممالمتحدة إعطاء مزيد من التفاصيل، قال ديبلوماسيون إن «الموظف كندي الجنسية واسمه كارل كامبو يعمل مستشاراً قانونياً في بعثة أندوف وهو متوار منذ 6 أو 9 أيام» وأن مصيره «غير معروف حتى الآن». ولم توضح من هي الأطراف التي يجري الاتصال بها لمعرفة مصير الجندي الكندي المفقود. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «التقارير عن هجمات بصواريخ سكود على حلب والتفجيرات الكبيرة في دمشق». ونقل مساعد بان للشؤون السياسية جيفري فلتمان عنه «الدعوة الى وقف إرسال الأسلحة الى كلا الطرفين في سورية من كل الدول» مشدداً على أن «مرتكبي الجرائم في سورية سيخضعون للمحاسبة» وأن «جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تخضع لتقادم الزمن». وجدد بان التأكيد على ضرورة الاستجابة الى مبادرة رئيس «الائتلاف الوطني» السوري أحمد معاذ الخطيب مشيراً الى أنه «متشجع حيال مواقف أعضاء في مجلس الأمن داعمة لمقترح الخطيب». ويستمع مجلس الأمن اليوم الى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس التي ستقدم تقريراً حول الوضع الإنساني في سورية وعمل الأممالمتحدة الإنساني فيها.