يجد أبوأسامة نفسه في «مأزق مزدوج»، فبلده سورية تنهشها الحرب، ويتوزع فيها الموت من جهة، ومن جهة أخرى، فإن جسد طفله أسامة ينهشه المرض، على رغم أنه لم يتجاوز الثالثة من عمره، إذ ولد ب«عيب خلقي» في القلب تسبب له في «صعوبة التنفس، وعدم القدرة على الحركة مثل الأطفال الآخرين». ويعمل الأب ميكانيكاً في إحدى ورش إصلاح السيارات في القطيف منذ أعوام، ودفعته الأوضاع التي تعيشها بلاده إلى استقدام زوجته وطفليه إلى السعودية. ويقول والد الطفل ل«الحياة»: «ولد أسامة قبل ثلاثة أعوام ونصف العام، وهو يعاني من عيب خلقي في القلب، وبدأت المعاناة منذ ولادته، إذ أخبرني الأطباء أن ابني يعاني من تشوه في صمام القلب، ونقص في الشرايين، وأجريت لطفلي جراحة منذ عامين في سورية من أطباء سعوديين كانوا ضمن بعثة خيرية، وقاموا بربط الصمام الذي كان منفصلاً وتم توصيله، ولكنهم أخبروني أن الجراحة هي مرحلة أولى، وبقي إجراء جراحة للمرحلة الثانية بعد فترة». ودفعت الأحداث في سورية والد أسامة إلى إحضار زوجته وطفليه إلى المملكة، ونقل الطفل إلى مستشفى الحرس الوطني في مدينة الرياض، «أجريت له فحوص، وأكد الأطباء حاجته لإجراء جراحة في القلب تبلغ كلفتها 240 ألف ريال، وهو مبلغ كبير جداً على إمكاناتي، وأخبرتهم بعدم استطاعتي، فوافقت إدارة المستشفى على خصم 50 في المئة من المبلغ ليصبح 120 ألفاً، وهو مبلغ يفوق قدراتي، فما أكسبه من رزق يكفي فقط لتغطية المصاريف، وإيجار الشقة، وفواتير الكهرباء، والمعيشة وغيرها». ويضطر أبوأسامة إلى الذهاب إلى المستشفى في الرياض كل شهرين؛ لإجراء الفحوص والاطمئنان على صحة طفله، ويكلفه ذلك مبلغاً كبيراً في كل مرة، لافتاً إلى أن الطفل كان «يتناول أدوية مدرة للبول، وأوقف الأطباء العلاج عنه بعد فترة، وأخبروني أن الجراحة ستخفف الضغط على الرئتين، وتساعده في التنفس، إذ يعاني أسامة من ضيق التنفس، والتعب سريعاً مع أقل حركة، وتتحول أصابع يديه وقدميه إلى اللون الأزرق، وذلك لعدم وصول الأوكسجين إليها بشكل طبيعي». وأشار الأب إلى أن حال طفله أسامة تسبب «القلق لي ولزوجتي، لخوفنا عليه»، مناشداً أهل الخير «إيجاد حل لإجراء الجراحة لطفلي، سواء في مستشفى الملك فهد التخصصي، أم مستشفى الحرس الوطني، ولا أريد أي مبلغ يحول لي، إنما أريد التفاهم والتنسيق مع المستشفى فقط، لإجراء الجراحة، فكل ما أريده أن يُعالج طفلي أسامة، ويرجع إلى حاله الطبيعية، مثل أي طفل يلعب ويتنقل من مكان إلى آخر»، مضيفاً أن «زوجتي تلاحظ طفلها في كل وقت، وتلاحظ حركته، وتمنعه من إجهاد نفسه بأي شيء، ولكن طفلي يريد أن يتحرك يمنة ويسرة، ومن الصعب أن تمنع طفلاً من اللعب والحركة».