«خائفة على ابنتي أن تصاب بالشلل وأنا لا أستطيع عمل شيء لها»، بهذه العبارة بدأت أم نورة التي تحمل الجنسية «اليمنية» حديثها إلى «الحياة».تقول والدة الطفلة نورة عن معاناتها اليومية بعد إصابة ابنتها البالغة من العمر ثمانية أشهر بورم خلقي: «كانت تعاني منذ الولادة من ورم متصل بالأعصاب أسفل الظهر، ويكبر معها كلما كبرت حتى أصبح ظاهراً وبارزاً بشكل مخيف». وأكدت أنها راجعت أكثر من مستشفى لعلاج ابنتها، إلا أن الأطباء ذكروا لها أن ابنتها في حاجة إلى جراحة استئصال الورم. وتضيف: «قرر الأطباء في مستشفى النعيرية العام الذي ولدت فيه ابنتي تحويلها إلى مستشفى الولادة والأطفال في الدمام فرفضوا استقبالها معللين الرفض بأنهم يحتاجون إلى مختص في الأعصاب». وتستطرد الأم المحبطة: «ذهبت إلى مستشفى المانع الخاص في الجبيل فأرسلوني إلى الهيئة الملكية في الفناتير وفتحوا لها ملفاً هنا، وأجريت لها جميع الفحوصات بما في ذلك الرنين المغناطيسي، واستغرق الأمر أكثر من موعد لمدة شهرين، وبعد أن حان موعد إجراء الجراحة ودخلنا غرفة الجراحات وبعد تسع ساعات انتظار رفض الطبيب المختص القيام بالجراحة معللاً هذا التصرف الغريب بأنه لا توجد خيوط لإجراء الجراحة المطلوبة، وبالتالي جرى إخراج ابنتي من المستشفى». ولا تخفي أم نورة الألم الذي يعتصر قلبها والحزن الذي يخيم عليها بسبب الوضع الحرج الذي تمر به طفلتها، مبدية استغرابها من هذا الإهمال الذي ربما يعرض حياة الآخرين للخطر. وتتابع أم نورة: «بدأت أتابع مع المستشفى الموعد الجديد المقرر لإجراء الجراحة، وبعد ثلاثة أسابيع ذكروا لي بأن الخيوط توفرت ولكن «الربلة» غير موجودة وهو جهاز للتنفس الاصطناعي، فانتظرنا لمده شهر ولكن من دون فائدة، وبعد ذلك أخبرني أن الربلة المطلوبة ستتأخر». لم تتحمل الأم الانتظار، خصوصاً أن حال ابنتها تسوء يوماً بعد آخر، فاضطرت إلى حمل تقارير ابنتها والذهاب إلى الدكتور اشرف كرداني في مستشفى القطيف المركزي، والذي بادر إلى استقبال الحالة وإجراء الفحوصات والإشاعات اللازمة وبعد نحو شهر ونصف الشهر أجرى للطفلة الجراحة واستأصل جزءاً من الورم، مع العلم أن الورم يكبر مع الطفلة كلما كبرت. وبحسب الأم، ذكر الدكتور أن الورم متصل بالأعصاب وأن الحبل الشوكي ممتد إلى نهاية العمود الفقري مع أنه يفترض أن يكون إلى نصف العمود الفقري وفي مكان الورم لا توجد عضلات والسحايا مفتوحة والطفلة تحتاج إلى إجراء جراحة أخرى أكثر دقة وبأجهزة تراقب حركة الأعصاب أثناء الجراحة، مؤكداً أن الوضع لا يحتمل التأخير». وتوضح: «نصحنا الأطباء بالذهاب إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وأكدوا أن أي تأخير قد يعرضها إلى الإصابة بالشلل الكامل»، مستدركة بأن الظروف المادية تحول دون علاج ابنتها في المستشفيات الخاصة.