أجرى فريق طبي سعودي 47 جراحة في 6 أيام ما بين عمليات قلب مفتوح وقسطرة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 شهور وعامين في مصر. كان المشهد احتفاليًا حيث علت ملامح الطمأنينة والراحة وجوه آباء وأمهات وأجداد وجدات.. هذه الوجوه التي أنهكها وجع قلوب الأطفال ورحلة طويلة بين عيادات وأطباء لم يوفقوا إلى التشخيص الصحيح أو وجدوا أنفسهم أمام حالات ميؤس منها. ولم يعتبر الفريق الطبي السعودي الزائر حين وصل مستشفى صيدناوى أحد مستشفىات جامعة الزقازيق نفسه أمام حالات ميؤس منها.. خاصة وأنه كان على اتصال مسبق مع نظرائه من الأطباء المصريين، بل إن الأطباء الثلاثة ومعهم طاقم التمريض المكون من 18 فنيًا تمكنوا بجانب إجراء العمليات من فحص وتشخيص 21 حالة أخرى. وحسب قول الدكتور عبدالرؤوف الصعيدي استشاري جراحة القلب بمركز الأمير سلطان فإن الزيارة التي نظمتها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وانتهت الخميس الماضي شهدت إجراء 21 حالة قلب مفتوح و27 حالة قسطرة التي اشتهرت المملكة بتفوقها فيها.. وأضاف إنه تم الاتفاق مع الأشقاء المصريين على تدريب الجراحين الناشطين في هذا المجال والطاقم التمريضي في قسم العناية المركزة.. وفي هذا الإطار اتفق على سفر عدد من الأطباء المصريين للتدريب على أحدث ما وصل إليه الطب في مجال عمليات القلب المفتوح والقسطرة للأطفال حيث تعد المملكة أكثر دول المنطقة تقدمًا. وأضاف إن استضافة الفرق الطبية السعودية في مصر تعمم الفائدة. ومن بين العمليات المعقدة التي أجراها الدكتور الصعيدي كانت لطفلة عمرها ثلاثة أشهر مهددة بالموت في أي لحظة؛ بسبب فتحة كبيرة في القلب، وتم التعامل معها بعمل جراحة بسيطة في القفص الصدري وبدون تدخل جراحي كبير. ويقول الدكتور عبدالرحمن بن عيسى الرضيان استشاري أمراض القلب لدى الأطفال ونائب رئيس قسم قلب الأطفال بمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمعالجة أمراض وجراحة القلب إنه تم اختيار الأطفال الذين أجرىت لهم عمليات جراحية من المنحدرين من أسر فقيرة لا تقدر على تكاليف السفر وإجراء الجراحات في الخارج، مشيرًا إلى أن هذه الجراحات معقدة ومكلفة، لذلك فإن المشاعر تفوق الوصف حين يخرج المريض خصوصًا إذا كان طفلًا من غرفة العمليات ويرى الفرح في عيون ذويه. وأشاد الدكتور ممدوح الشعراوى رئيس قسم جراحة القلب في المستشفى بمهارة الفريق الطبي السعودي، وأشار إلى أن الزيارة التي تعد الأولى لمصر تمت بدعوة من المستشفى لهيئة الإغاثة الإسلامية، وقال: إن المستشفى اختار الحالات التي أخضعت للجراحة قبل أن يتدارسها الأطباء السعوديون.. وأضاف إن 70 % من العمليات كانت معقدة؛ لذلك حرصنا على الاستعانة بالأطباء السعوديين المشهود لهم بالكفاءة في هذا المجال. حالة الرضا التي شاعت بين الأطباء السعوديين ونظرائهم المصريين قابلتها حالة فرح في غرف المرضى وكانت فاطمة السيد"32 سنة ربة منزل” تنقل ناظريها بين السماء متمتمة بالشكر علىه وبين طفلتها، أميمة عبدالعزيز التي خف وجع قلبها، وبدأت آلام جراحتها تتبدد.. أميمة التي مازالت تحبو في شهرها الثامن عشر كانت تعاني منذ ولادتها من صعوبة في التنفس.. وبناء على نصائح البعض حملتها أمها إلى مستشفى الزقازيق رغم أن الأمل ضعيف، وهناك طلب منها الأطباء انتظار الفريق الطبي السعودي الذي أجرى لها العملية في أول يوم للزيارة، وهى الآن تتماثل للشفاء. ومحمد صلاح البالغ من عمره سنتين هو الآخر أجرىت له جراحة ناجحة خلصت قلبه من عيوب خلقية.. وتقول والدته انشراح حسن"28 سنة موظفة” تزوجت من ابن عمى وحمدت الله أن رزقني الله بأحمد طفلي الأول إلا أنني بعد ولادته بسبعة أشهر فوجئت بوجود احمرار شديد في وجه.. ذهبت إلى عدد من الأطباء وكل واحد يشخص الحالة بتشخيص مختلف عن الآخر.. وبعد رحلة بحث طويلة توجهت إلى مستشفى صيدناوى، وقالوا لي: هذه عيوب خلقية في القلب.. وأبلغني رئيس القسم بأن أطباء سعوديين سيزورون المستشفى وسيكون ابني أحد من يجرون لهم العملية، وكانت فرحتي الكبيرة والتي لا توصف حين قالوا لي:“العملية نجحت.. والحمد الله”. ************************* شروحات الصور: 1 د. الشعراوى: استعنا بأشقائنا السعوديين لأنهم الأكفأ 2 والدة أميمة تنظر إليها مطمئنة 3 أحمد حامد بعد الجراحة 4 د. عبدالرؤوف الصعيدي يتحدث للزميل حفني 5محمد صلاح ينام بلا عيوب.. ووالدته تنظر إليه 6 حديث باسم بين طبيب سعودي ومصري 7 وجبة غذاء ونقاش حول الجراحة 8 د.الرضيان: أخذنا الأطفال الفقراء