أظهرت نتائج دراسة أميركية أجريت على مومياوات تعود الى حقبات مختلفة وتأتي من دول مختلفة ان تصلب الشرايين كان يصيب الانسان منذ ما لا يقل عن اربعة آلاف سنة، مما يدفع الى الاعتقاد بأن امراض القلب والاوعية ليست ناتجة من الحياة العصرية. ودرس فريق دولي من الباحثين بالسكانر 137 مومياء، 76 منها مصرية و51 بيروفية وعشر من جنوب غربي الولاياتالمتحدة وجزر ألوتيان في الاسكا تغطي معاً 40 قرناً. واكتشف الباحثون مؤشرات «مؤكدة أو مرجحة» لتصلب الشرايين لدى ثلث المومياوات. وأقدم هذه المومياوات كانت الاكثر اصابة بالمرض المسؤول الرئيس عن الازمات القلبية والجلطات الدماغية. وقال المعدّ الرئيس للدراسة راندال تومسون: «من اللافت أن نسجل انتشاراً كبيراً لمرض تصلب الشرايين في هذه الحضارات القديمة عبر العالم على فترة زمنية واسعة وفي صفوف أشخاص مختلفين كثيراً جينياً ومع أنماط عيش وأنظمة غذائية متنوعة ايضاً». وأوضح ان «هذا المرض الذي ينسب الى نمط العيش والى الحمية الغذائية في الحياة العصرية، مرتبط بالتقدم في السن على ما يبدو، أو اننا ربما لا نفهم عوامل الخطر جيداً كما كنا نظن» ومنها عدم ممارسة أي نشاط والتدخين والأغذية الغنية بالدهون. وكانت دراسة سابقة عرضها تومسون ونشرت العام 2011 اظهرت ان كثيراً من مومياوات مصر كانت مصابة بتصلب الشرايين، إلا ان الباحثين تساءلوا يومها ان كان ذلك مرتبطاً بتناول نخب مصر القديمة أغذية غنية بالدهون. وقرر الباحثون يومها توسيع بحثهم ليشمل حضارات في حقبات اخرى. والى جانب مومياوات من مصر تعود الى اربعة آلاف سنة درس العلماء مومياوات مزارعي ذرة من البيرو يتراوح عمرها بين 2600 و600 سنة فضلاً عن مزارعين من هنود اميركا كانوا يقيمون في هضبة كولورادو وصيادين من جزر أليوتان عاشوا بين عامي 1750 و1900. واكتشف العلماء مؤشرات الى وجود تصلب في الشرايين لدى 39 في المئة من المومياوات المصرية و26 في المئة من البيروفية و 40 في المئة من تلك العائدة الى هنود اميركا و60 في المئة من صيادي الاسكا. واستنتج البروفسور تومسون ان «المرض كان منتشراً جداً في صفوف الشعوب القديمة»، مشدداً على «اننا نبالغ ربما في امكان الوقاية من امراض القلب والاوعية من خلال حمية غذائية فقط».