كشفت مصادر كردية في تركيا أمس، أن ردّ الجناحين السياسي والعسكري ل «حزب العمال الكردستاني» على رسائل الزعيم المُعتقل للحزب عبدالله أوجلان لإنهاء النزاع في تركيا، كانت إيجابية ولكن حذرة ومشككة في موقف حكومة حزب «العدالة والتنمية» بزعامة رجب طيب أردوغان. ونقلت قيادات في الحزب زارت شمال العراق أخيراً، حيث أجرت اتصالات مع قادة الجناح العسكري للحزب، أن أبرز قائد عسكري مراد قره يلان لا يثق بحكومة أردوغان ولا يصدّق أن الأخير سيلتزم الخطة التي اقترحها أوجلان. لكن قره يلان لن يعصي أوجلان وسيسير معه كما يريد. وأشارت المصادر إلى أن الجناح العسكري للحزب في أوروبا اتخذ موقفاً مشابهاً، مرجّحة نقل رسائل الجانبين خطياً إلى أوجلان قريباً، من خلال زيارة ثالثة لوفد من نواب «حزب السلام والديموقراطية» الكردي. وطرح موقف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي رفض لقاء وفد «حزب السلام والديموقراطية» الذي حمل رسائل أوجلان إلى شمال العراق، أسئلة حول موقفه إزاء كل ما يجري، خصوصاً أن أوجلان طلب من مساعديه الاعتماد على «حزب الاتحاد الكردستاني» في إتمام هذه المسيرة. ويشير ذلك إلى حساسية سياسية بين أوجلان وبارزاني اللذين يتنافسان على زعامة الأكراد إقليمياً. في غضون ذلك، حض الرئيس التركي عبدالله غل «الطرف الآخر» على إثبات حسن نياته، من خلال إطلاقه سبعة موظفين رسميين يحتجزهم منذ أشهر، فيما طالب أردوغان بألا يتحوّل الإفراج عنهم استعراضاً سياسياً يثير حساسية الشارع التركي، وأن يتم بهدوء، في إشارة إلى ردود فعل عنيفة أثارها أسلوب تسليم مسلحين من «الكردستاني» أنفسهم للسلطات التركية عام 2009، بناءً على نداء من أوجلان في بادرة حسن نية، في مقابل نيلهم عفواً عاماً.