اشتكى قياديون أكراد من طريقة تعامل حكومة حزب العدالة والتنمية مع مسار السلام الذي اقترحه زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لحل القضية الكردية، وإنهاء العنف في تركيا. وأعلن صلاح الدين دميرطاش، زعيم «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، أن قصفاً جوياً تركياً عنيفاً كاد أن يمنع وفد الحزب من نقل رسالة وجهها أوجلان إلى القيادة العسكرية ل «الكردستاني» في شمال العراق، مشيراً إلى أن أعضاء القيادة طرحوا السؤال عن احتمال تنفيذ العملية الجوية لتصفيتهم، بعد كشف مكان لقائهم الوفد الزائر قرب مدينة السليمانية. وأوضح دميرطاش انه اتصل بالحكومة التركية لوقف الطلعات الجوية التي استهلت مع بدء زيارة الوفد. وبعد توقف العمليات عقد اللقاء الذي شهد تجاوب الجناح العسكري ل «الكردستاني» مع رسالة أوجلان، وتجديد ولائه لقائده المسجون. وفيما يتوقع رد «حزب السلام والديموقراطية» على رسالة أوجلان خلال أيام، لمّح دميرطاش إلى احتمال وضع الحزب تعديلات على خطة السلام التي اقترحها أوجلان، بينها تأجيل الانسحاب من تركيا إلى شمال العراق والاكتفاء بإعلان وقف النار. وجدد شكواه من عدم تعيين الحكومة مفاوضاً سياسياً لمحاورة أوجلان، وتعاملها مع القضية من زاوية أمنية فقط. كما أشار إلى استمرار الشكوك حول التزام حكومة رجب طيب أردوغان في تنفيذ كل بنود الخطة المقترحة، في ظل اعتقاد قسم من الشارع الكردي بأن أردوغان يحاول استخدام أوجلان للفوز بالانتخابات البلدية والرئاسية العام المقبل. وكشفت استطلاعات للرأي تراجع شعبية حزب «العدالة والتنمية» الحاكم من نحو 50 إلى 36 في المئة في الانتخابات البلدية، وتفضيل ناخبي الحزب تجديد ولاية الرئيس عبدالله غل بدلاً من انتخاب أردوغان الذي أعلن أنه سيغادر حزبه مع انتهاء الدورة البرلمانية. وانضمت المعارضة اليسارية والأتاتوركية إلى التشكيك في نيات أردوغان، بعدما أفضى تقرير للجنة تحقيق إلى أن 36 مهرباً كردياً على الحدود التركية العراقية قتلوا «من طريق الخطأ» في قصف نفذته مقاتلات تركية في كانون الأول (ديسمبر) 2011. واتهم «حزب الشعب الجمهوري» المعارض نواب «العدالة والتنمية» بمحاولة طمس حقيقة التقرير «لذا لا يمكن تصديق سعي الحكومة إلى حل القضية الكردية سلمياً، في وقت تصر على تغطية المسؤولين عن مقتل 36 كردياً». في غضون ذلك، طالب أردوغان الأمهات الكرديات بدعم مسيرة الحل السلمي، مشدداً على جدية حكومته في مواصلة هذا الطريق «رغم كل محاولات العرقلة والتخريب». وكان تسريب محضر لقاء أوجلان مع وفد من القيادات الكردية في سجنه إلى الصحافة أثار بلبلة كبيرة، بعد نقل كلام عن تشكيكه في صدقية الحكومة، وتحدثه عن الحقوق السياسية للأكراد. وينتظر الجميع في تركيا رد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني على رسالة أوجلان والتي سينقلها وفد من حزب «السلام والديموقراطية» إلى أوجلان في سجنه، تمهيداً لإعلان الخطة وتنفيذها بدءاً من «عيد النوروز» في 21 الشهر الجاري، والذي يفترض أن يوجه فيه أوجلان خطاباً للمرة الأولى من سجنه إلى الشارع الكردي.