توفي الديكتاتور السابق لهايتي جان كلود دوفالييه في بورت أو برنس بأزمة قلبية، طاوياً صفحة سوداء في تاريخ البلاد. وقالت وزيرة الصحة فلورانس غيوم دوبرفال إن عائلة دوفالييه اتصلت بالوزارة «طالبة إرسال مروحية إسعاف بعد تعرضه لأزمة قلبية»، مضيفة: «لم يتسنّ لنا نقله، حاولنا أن نقدم له الإسعافات في المكان، ثم تبيّن أنه توفي». وأكد محامي دوفالييه وفاته عن 63 عاماً. وورث دوفالييه السلطة في هايتي من والده، الديكتاتور فرنسوا دوفالييه، عام 1971 وكان عمره 19 سنة. لكنه فرّ إلى المنفى عام 1986، إثر ثورة شعبية أنهت 28 سنة من حكمه وحكم والده. وبعدما أمضى 25 عاماً في فرنسا، عاد في شكل مفاجئ إلى هايتي عام 2011، بحجة «مساعدة شعبها». احتُجز لفترة وجيزة لاتهامه بفساد وسرقة وسوء استغلال أموال، وبسبب شكاوى مرفوعة ضده في اعتقالات غير قانونية لمعارضيه وتعذيبهم وسجنهم ونفيهم قسراً. وبعدما رفض دوفالييه مراراً المثول أمام القضاء، مثل للمرة الأولى أمام محكمة الاستئناف في بورت أو برنس في شباط (فبراير) 2013. وفي شباط الماضي، أمر القضاء الهايتي بتوجيه اتهامات لدوفالييه، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبتحميله مسؤولية انتهاكات ارتكبها الجيش والشرطة أثناء حكمه. لكن الديكتاتور الراحل نفى مراراً أي مسؤولية عن الانتهاكات المُرتكبة خلال عهده. واعتبر ريد برودي من منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، والذي ساعد ضحايا حكم دوفالييه على إقامة دعاواهم الجنائية، أن من العار أن يموت دوفالييه قبل محاكمته. وأضاف: «وفاة دوفالييه تحرم مواطني هايتي من أهم محاكمة في قضايا حقوق الإنسان في تاريخ البلاد».