بورت أو برانس - أ ف ب – دعا الديكتاتور الهايتي السابق جان كلود دوفالييه في أول تصريح أدلى به بعد عودته الى بورت أو برانس إثر إقامته 25 سنة في المنفى بفرنسا، الى المصالحة الوطنية في بلاده، مبدياً «حزنه العميق» لضحايا حكومته التي تولت السلطة بين عامي 1971 و1986، في وقت يخضع لتحقيق بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال في كلمة مقتضبة استغرقت 10 دقائق فقط وواجه فيها صعوبة في الحديث: «آمل بحل سريع للأزمة السياسية»، بعد عامين على انتخابات رئاسية مثيرة للجدل. وأكد تأثره الشديد بالاستقبال الذي خصص له خلال زيارته، خصوصاً من الشباب، قبل ان يغادر المنصبة من دون ان يرد على اي سؤال، فيما لم يكشف نياته المستقبلية، خصوصاً في شأن عودته الى الساحة السياسية. وبعد النداء الذي وجهه، اعلن النائب الجمهوري الأميركي السابق بوب بار تأييده دوفالييه. وقال: «أوضح دوفالييه ان الحب الذي يكنه لبلده، وتعاطفه مع جميع الهايتيين بعد كارثة الزلزال المدمر العام الماضي اكبر من الخطر الذي يواجهه إثر عودته الى هايتي». واتهم القضاء في هايتي الثلثاء الماضي دوفالييه بالفساد واختلاس اموال عامة خلال رئاسته. وفي اليوم التالي رفعت اربع شكاوى ضده بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ما دفع القضاء الى منعه من مغادرة البلاد. في غضون ذلك، هدّد المغني الشعبي ميشال مارتيلي الذي حل ثالثاً في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بدعوة انصاره الى التظاهر اذا لم يوافق المجلس الانتخابي على توصيات منظمة الدول الأميركية التي اعلنت حلوله ثانياً. وفي حال وافق المجلس على طلبه، سيخوض الدورة الثانية من الاقتراع في مواجهة ميرلاند مانيغا بينما سيستبعد جود سيليستان الذي قالت منظمة الدول الأميركية انه استفاد من عمليات تزوير، من السباق. وحتى الآن، لم يرد الرئيس المنتهية ولايته رينيه بريفال الذي يفترض ان يتخلى عن السلطة في السابع من شباط (فبراير) المقبل، على توصيات المنظمة الأميركية، على رغم ضغوط الأسرة الدولية، والتي تعززت برفض وزارة الخارجية الأميركية اول من امس منح تأشيرات لعدد غير محدد من المسؤولين في هايتي، يعتقد أنهم اعضاء في حزب سيليستان، مرشح الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية، مكررة دعوتها لإجراء انتخابات «حرة وعادلة وصادقة». كذلك، دعت كندا التي تعد أحد أهم الجهات الممولة لهايتي ووعدت بتقديم 390 مليون دولار لإعادة إعمار هذا البلد، الحكومة الهايتية الى تنفيذ توصيات منظمة الدول الأميركية، وتنظيم دورة ثانية من الاقتراع من دون سيليستان. وما يزيد التعقيد اعلان الرئيس السابق جان برتران اريستيد المنفي في جنوب افريقيا منذ 2004 رغبته في العودة الى بلده، لكن السلطات الهايتية لم تجدد جواز سفره حتى الآن.