أكدت مصادر أمنية وعشائرية في محافظة صلاح الدين استمرار الاشتباكات بين مسلحي «داعش» والفصائل المتحالفة معها من جهة، والقوات الأمنية من جهة أخرى، في منطقة الضلوعية التي تشكل نقطة وصل بين بغداد وسامراء، فيما شهدت ناحية السعدية التابعة لمحافظة ديالى اشتباكات بين الفصائل المسلحة التي يحاول كل منها بسط سيطرته على المنطقة. وقال قائمقام ناحية الضلوعية مروان متعب (أ ف ب) إن «الاشتباكات متواصلة منذ الأحد بين المسلحين الذين يحاولون فرض سيطرتهم على الضلوعية وأبناء العشائر وقوات الشرطة». وأضاف أن «الاشتباكات تدور في منطقة الجبور، جنوب الضلوعية، بعد أن سيطر المسلحون على وسط وشمال الناحية»، مؤكداً أن «غالبية مناطق الناحية تحت سيطرة المسلحين». وأشار إلى أن مفاوضات جرت بين العشائر والمسلحين الذين طلبوا أن تسلم مع قوات الأمن أسلحتها، لكن الطرف الثاني رفض هذا الأمر. وقال عمر الجبوري، وهو أحد مقاتلي العشائر:»نحن صامدون أمام عناصر داعش منذ 48 ساعة، وما زلنا نسيطر على معظم أجزاء الضلوعية»، مؤكداً أن «طائرة عراقية قصفت مواقع لداعش صباح اليوم (أمس) وألحقت بهم خسائر كبيرة». وأضاف: «نخوض معارك ضارية وتمكنا من اعتقال عدد من عناصر داعش لكننا نحتاج إلى تعزيزات وغطاء جوي لإعادة السيطرة على المدينة»، داعياً «رئيس الوزراء (نوري المالكي) للتدخل السريع وإرسال تعزيزات وإسناد جوي». وتحدث ضابط في الشرطة عن نزوح أعداد كبيرة من أهالي الضلوعية مستخدمين قوارب عبر نهر دجلة خوفاً من الوقوع ضحايا الاشتباكات. وتشكل الضلوعية نقطة قتال محورية بالنسبة إلى القوات الحكومية والمسلحين المتطرفين الذين يسعون إلى الزحف نحو بغداد من جهة الشمال حيث يسيطرون في محافظة صلاح الدين على مناطق رئيسية، بينها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). وتقع الضلوعية على الطريق بين بغداد وسامراء (110 كلم شمال بغداد)، ما يعني أن سقوطها في أيدي المسلحين الذين سيكونون على بعد 90 كلم فقط شمال بغداد، قد يفتح أمام هؤلاء ممراً نحو جنوب سامراء . وخاضت ناحية الضلوعية معارك في السابق ضد جماعات سنية متطرفة على رأسها تنظيم «القاعدة»، وسقطت قبل نحو أسبوعين في أيدي «الدولة الإسلامية» قبل أن تشن العشائر المحلية فيها هجوماً مضاداً وتطرد المسلحين المتطرفين منها. وأعلنت مصادر في صلاح الدين أن «تجدد المعارك في الضلوعية، جاء على خلفية نقض المسلحين اتفاقاً مع العشائر على بقاء مسلحي داعش في أطراف المنطقة». وأضافت أن «المسلحين حاولوا منذ يومين الدخول إلى القضاء وفرض البيعة للتنظيم على سكانه ورفع علم الدولة الإسلامية لكن الأهالي والعشائر رفضوا ذلك». وأشار إلى «سيطرة المسلحين على بعض أجزاء الضلوعية التي شهدت نزوحاً كثيفاً بسبب القصف فيما بقيت مناطق الجبور تحت سيطرة العشائر والقوات الأمنية». أما محافظة ديالى فقد شهدت اشتباكات بين تنظيم «داعش» من جهة ومسلحي «الجيش الاسلامي» من جهة اخرى في ناحية السعدية شمال بعقوبة، على ما أفاد مصدر أمني من المحافظة. واندلعت اشتباكات بين القوات الامنية ومسلحي «داعش» في منطقة امام مسافر شمال قضاء المقدادية أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين، واضاف المصدر ان مسلحي «داعش» نسفوا 27 منزلاً في اطراف ناحية العظيم شمال بعقوبة خلال الاسبوعين الماضيين». وتابع المصدر ان مسلحين مجهولين اغتالوا صباح أمس قيادياً سابقاً في حزب البعث المحظور امام منزله شرق ناحية السعدية (60 كلم شمال مدينة بعقوبة) ولاذ المهاجمون بالفرار الى جهة مجهولة. من جهة اخرى اعلنت وزارة الداخلية تشكيل لجنة للتحقيق في حادثة مقتل 28 امرأة وثلاثة شباب في منطقة زيونة في بغداد قبل يومين.