أكدت روسيا مجدداً أمس موقفها من النزاع السوري ومن «خلع الرئيس بشار الأسد» وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف: «لسنا شركاء في تغيير النظام»، مشدداً على أن بلاده «لن تطلب من الرئيس السوري التنحي عن السلطة». وقال لافروف لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قبيل وصوله إلى لندن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تتناول العلاقات الثنائية وقضايا دولية من بينها «المشكلة السورية»، انه مقتنع بأن الرئيس الأسد لن يغادر السلطة، مكرراً أن موسكو لا تنوي «إطلاقاً» أن تطلب منه ذلك. وقال إن «قرار من يجب أن يحكم سورية لا يعود لنا وعلى السوريين أن يقرروا»، مكرراً بذلك الموقف الروسي من النزاع الذي أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من سبعين ألف شخص خلال عامين، بحسب الأممالمتحدة. ورداً على سؤال عن إمكانية أن تدفع روسيا بشار الأسد إلى مغادرة السلطة، قال لافروف: «إطلاقاً، تعرفون أن مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير أي نظام. نحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية». وأضاف: «نعارض أي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار لأننا نعتقد أن الأولوية الأولى هي إنقاذ حياة البشر». وشدد على أن ما يجمع بريطانيا وروسيا هي الرغبة ب «بقاء سورية موحدة وديموقراطية وأن يختار الشعب السوري بنفسه وبحرية من يحكمه». ورحب لافروف بالموقف الأخير ل «الائتلاف السوري» المعارض ورغبة رئيسه بالحوار. وقال انه سيبحث في الأمر تفصيلاً مع الوزير هيغ أثناء الزيارة. وللخروج من الأزمة السورية التي يشارف عامها الثاني على الانقضاء، سيجري الموفد المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الاثنين محادثات في بروكسيل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للنزاع. وأكد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي انه بالنسبة للأوروبيين يتعلق الأمر «بوسائل دعم جهود الإبراهيمي الذي يرى أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً». وعبرت الدول الأوروبية في الأسابيع الأخيرة عن آراء مختلفة في شأن تعزيز دعمها للمعارضة لنظام الرئيس الأسد عبر رفع الحظر على الأسلحة جزئياً. وتم التوصل إلى تسوية في نهاية المطاف أواخر شباط (فبراير)، تقضي بتمديد نظام العقوبات المفروض على دمشق والسماح في الوقت نفسه بتسليم معدات غير مميتة ومساعدة تقنية إلى المعارضة لحماية المدنيين. ويفترض أن يناقش الوزراء الأوروبيون مع الإبراهيمي أيضاً تدهور الوضع الإنساني في سورية والدول التي تستقبل اللاجئين الذين تقول الأممالمتحدة إن عددهم بلغ مليوناً.