التقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كل على حدة مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب أثناء زيارة الأخير إلى ميونيخ. ولم تُسرب أي معلومات عما جرى تداوله أثناء هذه اللقاءات خصوصاً بين لافروف والخطيب في اللقاء الأول من نوعه بين الرجلين، منذ انتخاب الخطيب في نهاية 2012 رئيساً للائتلاف، وجرى على هامش مؤتمر حول الأمن في ميونيخ. وهو اللقاء الأول. وقال الخطيب لوكالة «رويترز» إنه التقى لافروف وتلقى «دعوة واضحة» منه لزيارة موسكو وهي خطوة قد تساعد في تمهيد الطريق إلى إيجاد حل للأزمة السورية. وأضاف الخطيب بعد المحادثات: «لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل». وسبق لقاء لافروف والخطيب اجتماع بين لافروف وبايدن والموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي. ويحاول الأميركيون والروس على هامش المؤتمر تضييق الخلافات بينهما حول النزاع في سورية. وأعرب بايدن عن أمله في أن يعزز المجتمع الدولي دعمه للمعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد الذي «لم يعد قادراً على قيادة الأمة». وأشار نائب الرئيس الأميركي إلى «أن خلافات كبرى» لا تزال قائمة بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول سورية من بين ملفات دولية كبرى. وعبر لافروف في كلمة ألقاها بعد المسؤول الأميركي عن تمنيه في أن تجتمع مجموعة العمل حول سورية بقيادة الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي مجدداً للسعي إلى التوصل إلى حل انتقالي معتبراً انه يمكن «تحقيق تقدم». وكان الإبراهيمي عبر مساء الجمعة عن أسفه للانقسامات العديدة بين السوريين أنفسهم وأيضاً داخل المجتمع الدولي ما لا يسمح بالتقدم في اتجاه حل في سورية. وندد الخطيب من جهته ب «صمت المجتمع الدولي» إزاء النظام السوري الذي «يدمر» البلاد. وتحدثت وكالة «فرانس برس»عن محاولة مسؤولين أميركيين وروس تضييق «اختلافات كبرى» بينهما حول النزاع السوري في حين جدد الخطيب استعداده المشروط للحوار مع نظام الأسد. في موازاة ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا تزايد مخاوف بلاده من حصول «حزب الله»، أبرز حلفاء دمشق اللبنانيين، على أسلحة متطورة من النظام السوري، مع تأكيد مسؤولين أميركيين أن الغارة الإسرائيلية قرب دمشق استهدفت مجمعاً عسكرياً وصواريخ. ولم يعرف بعد ما إذا كان المسؤولان الأميركي والروسي توصلا إلى «تضييق الهوة» بين بلديهما حول النزاع السوري، لكن بايدن أشار إلى «أن اختلافات كبرى» لا تزال موجودة بين الطرفين. ودعا نائب الرئيس الأميركي إلى دعم المعارضة السورية، قائلاً: «إننا نعمل معاً، مع شركائنا، لكي تصبح (المعارضة السورية) أكثر وحدة وأكثر تضامناً». وأضاف: «نحن مقتنعون بأن بشار الأسد طاغية مصمم على البقاء في السلطة، لكنه لم يعد قادراً على قيادة الأمة». وتابع: «يمكن أن نتفق حول أن الشعب السوري يعاني». وعلى هامش المؤتمر، أكد الإبراهيمي أن الحل للنزاع المستمر منذ أكثر من 22 شهراً يجب أن يأتي من مجلس الأمن الدولي، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع «بكامل الصلاحيات التنفيذية». وحض الخطيب، الذي التقى الإبراهيمي مساء الجمعة الأسرة الدولية على ألا تقف مكتوفة الأيدي إزاء مأساة الشعب السوري، مجدداً موقفه المفاجئ باستعداده لحوار مع النظام بشرط إطلاق 160 ألف معتقل وتجديد جوازات السوريين في الخارج. وقال رئيس «الائتلاف»، «في بادرة حسن نية... نحن مستعدون للاجتماع مع هذا النظام حول طاولة مفاوضات»، رافضاً أن يكون ممثلو النظام أشخاصاً «أيديهم ملطخة بالدماء». وكانت قيادة «الائتلاف» التي اجتمعت بعد التصريحات التي أطلقها الخطيب الأربعاء، أكدت أن أي حوار لن يكون سوى على رحيل النظام. من جهة أخرى، قال الخطيب إن «كل ما يمكن فعله لوقف الظلم هو مقبول»، مضيفاً أن «الشعب السوري يعيش حالياً مأساة»، وذلك رداً على سؤال عما يطلبه من المجتمع الدولي. ودعا إلى «التشويش الإلكتروني بطريقة ما» على المقاتلات السورية للحؤول دون قصفها المدنيين. وفي حال لم يأت الأمر بنتيجة «سأطالب بتدمير طائرات النظام السوري وأسلحته لأنه من غير المقبول أن يقف المجتمع الدولي متفرجاً ويكتفي بمشاهدة ما يجري»، معتبراً أن «النظام مدعوم من صمت المجتمع الدولي».