تكاد السيارة تدهس امرأة تسير تائهة على حافة الطريق، فيخرج رجال ونساء في ثياب رثة للتفرج على الحادثة من خيمهم المنصوبة على الرصيف في منطقة سكيد رو في قلب لوس أنجليس التي تعد بمثابة عاصمة المشردين في الولاياتالمتحدة. ويلخص رسم جداري الوضع في المنطقة وقد كتب عليه ما مفاده "عدد السكان في سكيد رو: أكثر من اللازم". اذ يعيش في المنطقة حوالى ألفي شخص، ثلاثة أرباعهم من السود، في خيم بائسة أو يفترشون الأرض. وغالبية سكان الحي من مدمني الكحول والمخدرات وذوي الإعاقات الجسدية والذهنية. ويلجأ الى سكيد رو أشخاص وصلوا غلى الحضيض في الولاياتالمتحدة. والأمور على حالها في هذا الحي المنكوب على الرغم من برامج المساعدات المتعددة التي اقرت. وإلى جانب سوء الحال، يعاني متشردو الحي من العنف. يقول تشيسترلاس نلسون جونيور وهو مغن يلقب في الحي ب"الفنان"، "كلما أغادر خيمتي بحثاً عن عمل، أعود لاجدها ممزقة أو مسروقة". ويضيف مشرد آخر "أبحث عن رزقي مع زوجتي من إعادة التدوير ونحن نتعب كثيراً. وفي بعض الأحيان، يهاجمنا أحد ويضربنا. فسكيد رو خطرة حتى في وضح النهار". ويوضح جنرال دوغون من جمعية "لوس أنجليس كوميونيتي آكشن سيرفس" وهو مشرد سابق إن "سكان سكيد رو يفتقرون إلى المياه الجارية والمراحيض وحتى سلال النفايات". وهي مفارقة فعلية في لوس انجليس التي تضم أكبر عدد من أصحاب الملايين في الولاياتالمتحدة وتسجل في الوقت عينه أعلى نسب من الفقر المدقع، على ما يقول غاري بلازي الأستاذ المحاضر في الحقوق في جامعة "يو سي إل إيه" والمتخصص في المسائل المرتبطة بالتشرد. ويعتبر هذا المحامي أن الوضع في سكيد رو هو نتيجة إغلاق المصانع ونقص المساكن وأسعارها التي تعتبر الأعلى في البلاد، مقارنة مع متوسط المداخيل. وسكيد رو هو، بحسب اسمه، حي كل الذين انحرفوا، بالإضافة إلى المهمشين الذين ترفض السلطات تقديم المساعدة لهم. وصدم الرأي العام قبل بضع سنوات بصور امرأة تعاني الخرف كانت تسير بلباس المستشفى في الحي وبرجال يعاني شللاً رباعياً ترك ببرازه على الرصيف. وحكم على مستشفيين بدفع غرامات لأنهما تخلصا من مشردين. ويؤكد هيرب سميث مدير "ال ايه ميشن" وهو مركز كبير للمشردين في الحي "ولاية اريزونا وضعت مشردين في حافلة وارسلتهم الى هنا هذا امر مثبت. والسجناء السابقون الذين يستفيدون من برامج الإفراج المبكر بسب اكتظاظ السجون في كاليفورنيا يأتون الى هناً ايضاً". ويضيف في قاعة استقبال تكتظ باشخاص اتوا للحصول على وجبة طعام ساخن او استشارة "وجراء ذلك ارتفع معدل العنف". ويوضح غاري بلازي "منذ السبعينات اعتمدت المدينة سياسة العزل". فبين مستودعات الحي يشكل المشردون مصدر ازعاج أقل من وجودهم في احياء سكنية اخرى. ورغم وجود قائمة كبيرة من برامج اعادة التأهيل واخرها "بلان فور هوب" (خطة الامل) فان عدد المشردين يزداد في الحي، بالنسبة لبعض المتسكعين يتمتع حي سكيد رو بجوانب إيجابية مقارنة مع أحياء اخرى في لوس انجليس تفتقر الى اي بنى تحتية لهم. ويقول يونيس كار الذي يقيم في الحي منذ 15 عاما مع زوجته "نأكل كل يوم هنا!".