أرجئ مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على تعيين جون برينان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي"، بعد لجوء السناتور الجمهوري راند بول إلى المماطلة السياسية ومطالبته بتوضيح مكتوب لمسألة استخدام الطائرات من دون طيار لقتل أميركيين على أرض أميركية. وأفادت وسائل إعلام أميركية ان بول لجأ إلى المماطلة السياسية وتحدث ساعات عدة، مدعوماً من عدد من السيناتورات، وطلب توضيحاً مكتوباً بشأن استخدام الإدارة الأميركية طائرات من دون طيار في معركتها ضد "إرهابيين"، وإن كانت الحكومة قد تستخدمها يوماً ضد أميركيين داخل الولاياتالمتحدة. وقال بول "سأتحدث مقدار استطاعتي إلى أن أدق جرس الإنذار من الساحل إلى الساحل لأن دستورنا مهم وحقكم في محاكمة ثمين، ولا يمكن قتل أي أميركي بواسطة طائرة من دون طيار على الأراضي الأميركية من دون أن يتهم أولاً بارتكاب جريمة، ومن دون أن تدينه محكمة أولاً". يشار إلى ان مماطلة بول السياسية تعرف ب"Fillibuster" وقد سبق أن حصلت في كانون الأول/ ديسمبر 2010 يوم لجأ إليها السناتور برنارد ساندرز وتحدث مدة 8 ساعات لمعارضة خطة اقتطاع ضريبي اقترحها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان وزير العدل الأميركي، إريك هولدر، رفض استبعاد إمكان استخدام طائرات من دون طيار ضد مطلوبين أميركيين على أراضي الولاياتالمتحدة، مضيفا أن هذا الأمر لم يحصل من قبل، لكنه لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار في الحالات القصوى. يذكر ان قضية استخدام الطائرات من دون طيار ضد مواطنين أميركيين كانت طرحت للبحث في شكل واسع بعد عملية تصفية القيادي في تنظيم "القاعدة"، أنور العولقي، الذي يحمل الجنسية الأميركية بضربة استهدفته في مكان وجوده باليمن. وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي صوتت لمصلحة تعيين برينان، وهو مرشح الرئيس أوباما، مديراً للاستخبارات المركزية الأميركية. يذكر ان برينان تحدث أمام اللجنة قبل ثلاثة أسابيع تقريباً وأكد ان أميركا ما زالت في حالة حرب مع تنظيم "القاعدة" وحلفائه، مشيراً إلى ان استخدام القوة القاتلة ضد "الإرهابيين" هو الملجأ الأخير. ورأى ان على ال"سي آي إي" أن تراقب الدول التي تسعى لامتلاك أسلحة نووية، في إشارة منه إلى إيران وكوريا الشمالية. وسئل عن استخدام تقنية "الإغراق" خلال استجواب معتقلين "إرهابيين"، فأشار برينان إلى ان لا معلومات لديه عن استخدامها خلال عملية تعقب زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي قتل في عملية خاصة في باكستان عام 2011. يشار إلى ان المطالة السياسية أو التطويل في الحديث (Fillibuster)، هي من الأساليب التعويقية التي يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد في هيئة تشريعية تهدف إلى تعويق بحث تشريع ما وذلك بالسيطرة على المنبر والكلام إلى أن يشعر بقية أعضاء المجلس باليأس ويوافقون على الانتقال إلى فقرة أخرى من جدول الأعمال. وتتكرر محاولات المماطلة بين الجمهوريين والديموقراطيين بشكل تقليدي في تعطيل التصويت داخل مجلس الشيوخ الأميركي واستمرار النقاش داخل المجلس إلى ما لا نهاية.