دافع مرشح الرئيس الأميركي باراك اوباما لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) خلال جلسة عقدها الكونغرس للمصادقة على تعيينه، عن الغارات التي تشنها طائرات بلا طيار ويعتبر أحد مهندسيها منذ العام 2004، وأكد أنها «الملاذ الأخير» ضد عناصر تنظيم «القاعدة»، رغم انتقاد مشرعين للسرية التي تحيط بالغارات التي استهدفت حتى الآن مئات من المواقع في باكستان واليمن وغيرهما. ولم تمنع جلسة الاستجواب الصعبة لبرينان إعلان رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور ديان فينستاين، وهي ديموقراطية، من مخاطبته بالقول: «حضرت جلسات استماع عدة، ولا أعتقد بأنني سمعت شخصاً أكثر صدقاً واستقامة ومباشرة. أعتقد انك ستكون قائداً ممتازاً وقوياً للسي آي إي»، لذا يتوقع تثبيت ترشيحه. وواجه برينان اسئلة متكررة عن «عمليات القتل المحددة الأهداف» التي طاول بعضها أميركيين لم يتهموا بارتكاب جرائم، وطالب أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الإدارة بتوفير مزيد من المعلومات عن الضربات للكونغرس والجمهور. وقال السيناتور الجمهوري من اوريغون، رون وايدن: «نقل المعركة إلى أراضي القاعدة يُثير مشاعر قوية لدى كل عضو في لجنة الاستخبارات، لكن فكرة اعطاء أي رئيس صلاحية مطلقة لقتل أميركي من دون إجراءات تحقيق ومراجعة مصدر قلق». ومع بدء جلسة الاستماع قاطع متظاهرون معارضون برينان مرات، قبل أن تخلي الشرطة القاعة لإعادة النظام، من دون أن تمنع هتاف امرأة: «إنه مجرم حرب. يجب عدم تثبيته!». وتحدث برينان لاحقاً عن «جدل واسع» حول سياسات مكافحة الإرهاب، «لكن الاختلاف في الرأي لن يمنعنا من تنفيذ مسؤولياتنا على مستوى الأمن القومي والاستخبارات». ورداً على أسئلة حول السرية المحيطة بغارات الطائرات بلا طيار، قال برينان إن «الإدارة تحتاج إلى التحدث علناً عن العمليات، لأن الناس يتفاعلون مع أكاذيب كثيرة. وهناك سوء فهم حقيقي لما تفعله، وللاهتمام الذي توليه والمعاناة التي تعيشها لضمان عدم سقوط قتلى أو إصابات أو قتلى جانبيين». وأكد الموظف المخضرم الذي عمل 25 سنة في «سي آي إي» وتولى منصب مستشار اوباما لمكافحة الإرهاب، ضرورةَ الإبقاء على سرية الإجراءات التي «نتخذها كملاذ أخير فقط لإنقاذ أرواح». وعشية الجلسة، انصاع اوباما لضغوط المشرعين وأطلعهم على وثيقة سرية تحدد المبررات القانونية لقتل أميركيين في الخارج في حال الاشتباه في تعاونهم مع «القاعدة». ورحبت السناتورة دايان فينستاين بالخطوة، لكنها أكدت أنها ستقترح مشروع قانون يضمن مراجعة قضائية للغارات، وهو ما اعتبر برينان تطبيقه «أمراً غير عملي، في إطار عمليات عسكرية». والعام الماضي، زودت وزارة العدل المشرعين بملخص للاستشارة القانونية السرية التي توفر مبررات استهداف أميركيين، لكن عدداً من الشيوخ طالب بالوثيقة الأصلية. واستخدمت المذكرة السرية أساساً قانونياً لشن هجوم مثير للجدل بطائرة بلا طيار في اليمن في أيلول (سبتمبر) 2011، أدى إلى مقتل أميركيين هما الإمام المتشدد أنور العولقي، وسمير خان خبير الدعاية المزعوم ل «القاعدة». إلى ذلك، أقرّ برينان بأنه لم يحاول وقف أسلوب «الإيهام بالإغراق» في التحقيق مع «إرهابيين» مزعومين، وهو أسلوب يعتبره البعض تعذيباً، وقال: «لم أنضم إلى التسلسل القيادي المسؤول عن هذا البرنامج، واكتفيت بإبداء اعتراضات شخصية ونقل آراء حول الموضوع إلى زملاء في الوكالة». وكان «الإيهام بالإغراق» عاق ترشيحه لإدارة «سي آي إي» عام 2008.