دعا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، المؤسسات الأمنية في بلاده إلى عدم طلب مساندة جوية من قوات التحالف الدولي خلال تنفيذ عمليات عسكرية. وقال لدى زيارته أكاديمية عسكرية: «سيصدر مرسوم رئاسي في هذا الشأن قريباً، خصوصاً بعد مقتل وجرح عدد من المدنيين في كونار، بعدما طلبت قواتنا مساندة جوية من الحلف الأطلسي (ناتو)». في غضون ذلك، وعد جون برينان، الذي اختاره الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيصوتون على ترشيحه، بمزيد من الشفافية حول البرامج الأميركية لمكافحة الإرهاب. وأكد برينان الذي واجه الأسبوع الماضي أسئلة حادة من المشرعين الديموقراطيين والجمهوريين معاً، خلال جلسة عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للنظر في ترشيحه، ضرورة إعلان عدد الضحايا المدنيين في غارات الطائرات بلا طيار، والتي زادت في عهد أوباما وتضمنت قتل رجل الدين الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي ونجله في اليمن. وتشمل الغارات الأميركية أيضاً باكستان وأفغانستان ومناطق أخرى. وسعت الإدارة الأميركية، من دون أن تنشر أرقاماً، إلى عكس صورة سقوط الحد الأدنى من القتلى المدنيين في الغارات، لكن منظمات أخرى تجمع بيانات في شأن هذه الهجمات قالت إن «عددهم مئات». وكتب برينان في رده على سؤال من رئيسة لجنة الاستخبارات السناتور ديان فينشتاين: «اعتقد بأن الإدارة يجب أن تكشف إجمالي عدد القتلى المدنيين بسبب الهجمات التي تستهدف تنظيم القاعدة، من أجل حماية مصالح الأمن القومي الأميركي». وتابع: «في الحالات النادرة التي يقتل فيها مدنيون، تجري مراجعات وتقدم تعويضات للعائلات، إذا كان ذلك ملائماً»، علماً أن سقوط هؤلاء الضحايا بسبب هجمات الطائرات بلا طيار أثار غضباً عميقاً لدى المدنيين في الخارج، وتوتراً حاداً بين الولاياتالمتحدةوباكستان وأفغانستان. وقالت فينشتاين خلال جلسة الأسبوع الماضي إنها «تحاول التحدث علناً عن العدد القليل جداً من الضحايا المدنيين، والتأكد من أن هذا الرقم سيكون منخفضاً»، لكنها أشارت إلى انه جرى إبلاغها أنها لن تستطيع كشف الأرقام لأنها سرية. وأفادت مؤسسة «نيو أميركا» بأن عدد المدنيين الذين قتلوا في غارات الطائرات الأميركية بلا طيار في باكستان تراوح بين 261 و305 بين عامي 2004 و2013. وبرر مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية تناقض الأرقام المتدنية التي تعلنها الإدارة في شأن القتلى المدنيين مع تلك التي تعدها منظمات أخرى، بأن الإدارة تفترض أن الذكور في «سن الجيش» في المنطقة الواقعة قرب أي هجوم لطائرة بلا طيار مقاتلون، إذا لم تكتشف غير ذلك.