إنني نحيف جداً، إلى درجة أنني أواجه سؤال الآخرين عن سبب نحافتي، وأحياناً تصل إلى مسمعي عبارات جارحة مثل «حرام، هذا الشخص يمكن أن يطير من نفخة هواء لشدة نحافته»، أو «هذا الشخص مريض والأرجح يحمل مرض السل أو الأيدز»، مع العلم أنني لا أشكو من أي مرض، والفحوص التي أجريتها جاءت نتائجها طبيعية. المشكلة أن شهيتي ضعيفة، ونادراً ما أستطيع إنهاء طبق الطعام. أريد أن أكسب الوزن، فماذا أفعل؟ هذه هي الصورة التقليدية التي تعبر عنها غالبية المصابين بالنحافة. والمشكلة الكبرى أن ضعاف النفوس كثيراً ما ينظرون إلى النحافة على أنها صفة مذمومة، مع أنها كانت لدى أجدادنا العرب صفة يكال لها المديح، فمثلاً يقول متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك النحيف: «تراه كنصل السيف يهتز للندى إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا». وكانت النحافة تدل على الهمة والتعب، وفي هذا الإطار يقول الإمام ابن الجوزي: «انحلتني همتي في القراءة». على كل حال، وكي يتم الحسم أن فلاناً يعاني النحافة، فإن المعادلة الحسابية الآتية تسمح بحساب مؤشر كتلة الجسم، وفحواها تقسيم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالأمتار المربعة، فإذا كانت النتيجة أقل من 18.50 يكون الشخص نحيفاً. أيضاً يمكن القيام بعملية حسابية أبسط من السابقة، وذلك بطرح الرقم 100 من طول الشخص بالسنتيمترات، فالمحصلة تدل على الوزن السليم للشخص، فإذا كان وزنه دون الرقم الذي تم الحصول عليه، فإنه يكون نحيفاً. لا شك في أن النصيحة الأساسية لكل من يعاني النحافة هي أن يركز اهتمامه على الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، لكن المشكلة سرعان ما تظهر وتتمثل في عدم قدرة النحيف على تناول ما يكفي من تلك الأغذية لعدم وجود شهية كافية تساعده على أكل المزيد. إذا كانت النحافة غير ناتجة من أسباب مرضية، وأن سببها على الأرجح تناول كميات قليلة من الطعام، فهنا يمكن العمل على حض الشهية بإتباع وسائل بسيطة تساهم في إضافة المزيد من الكيلوغرامات إلى وزن الجسم، وتضم هذه الوسائل: 1- تناول 5 إلى 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة، ويجب أن تكون هذه النصيحة الخطوة الأولى التي يجب أن يوليها الشخص النحيف الاهتمام اللازم. أما عن المحتويات فيجب اختيار الأغذية الغنية بالطاقة، خصوصاً الخبز الكامل، الحبوب، الحليب ومشتقاته الكاملة الدسم، المعجنات، البقوليات، العسل، المكسرات، السمسم، التمر، الفواكه المجففة، خصوصاً الزبيب، الدبس، الحلويات، كوكتيلات الفواكه، القشطة، المربيات، والبوظة وغيرها. 2- زيادة كمية الواردات الغذائية في شكل تدريجي يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع من أجل أخذ المزيد من السعرات الحرارية التي تسمح بزيادة المخزون الشحمي في الجسم. إن بدء مشوار زيادة الوزن بالانتقال من نظام فقير بالطاقة إلى نظام غني بالسعرات الحرارية من شأنه أن يدفع إلى قطع الشهية وإلى القرف من الأكل. 3- تناول ما يكفي من البروتينات من أجل تشجيع بناء المزيد من الكتلة العضلية. 4- تحضير أطباق شهية متنوعة تثير اللعاب وتدفع إلى التهام المزيد من الأكل. لكن يجب الحذر من اعتماد نوع واحد من الطعام. 5- الابتعاد عن كل ما يثير القلق والعصبية والحزن والاكتئاب، فهذه كلها تضعف قابلية الشخص على الأكل. إن الراحة الجسدية والنفسية تعتبر أحد المفاتيح المهمة في التغلب على ضعف الشهية. 6 - افتتاح الوجبة بتناول أغذية تتمتع بقليل من الطعم المر (كالفجل، والكرفس، والقنديف) لأنها تساهم في إيقاظ الشهية. 7- شرب قليل من عصير الفواكه في بداية الوجبة، لأنه يزيد من إنتاج مفرزات المعدة الحمضية التي تحرّض الشهية وتدفع على الأكل. أيضاً يمكن شرب عصير الأناناس بكمية معتدلة، فهو يحض على الشهية ويساعد على هضم المواد البروتينية. 8- سلطة الخضار، وهي تعتبر من أفضل فاتحات الشهية عدا عن أنها تعتبر مصدراً ممتازاً للمعادن والفيتاميات اللازمة لتنشيط العمليات الاستقلابية وبناء الجسم. 9- شراب الحلبة (المحلب) ويحضر بغلي كأس من الماء ثم يضاف إليه مقدار 3 غرامات من مسحوق الحلبة، ومن ثم يترك على النار لمدة دقيقة واحدة، ليصفّى بعدها ويحلّى بالعسل. ويشرب هذا الخليط بمعدل ثلاث مرات في اليوم ويستمر الشخص على هذا المنوال حتى يحصل على الوزن المطلوب. 10- خل العنب أو التفاح، فهو يساعد على فتح الشهية وبلع الطعام. 11- الترمس، وهو يحتوي على مكونات تحسن الشهية وتقوي الجسم. 12- شرب مغلي اليانسون، فهو يحتوي على زيوت طيارة تتدخل في تحسين عمليات الهضم وتسهيلها. 13- الخردل والكمون والقرفة، وتعتبر هذه من أكثر وأشهر المشهيات على الطعام. 14- تناول الطعام مع رفقة محببة وفي الهواء الطلق. 15- استعمال الزبدة أو المارغرين بدهنهما على الشطائر عند تحضيرها قبل وضع الجبن أو زبدة الفول السوداني وإضافة المربى أو العسل بعد ذلك. 16- تجنب شرب الماء أثناء الوجبات، لأن تناول الماء يضعف من وظيفة الأنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، ويملأ المعدة، ويسرّع في حصول الشبع. 17- ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة. إن القيام بالنشاط البدني، خصوصاً رفع الأثقال، يساهم في زيادة الكتلة العضلية وتقويتها وبالتالي زيادة الوزن. 18- تجنب الضغوط النفسية لأنها قد تفقد الإنسان قابليته على الأكل. 19- التعرض للشمس فهي تحّسن الصحة وتفتح الشهية. 20– تخصيص أوقات مناسبة لتناول الطعام، فهذا من شأنه أن يساعد على برمجة الساعة البيولوجية وبالتالي فتح الشهية على الأكل. 21- الحذر من تناول السكريات أو الحلويات أو مشروبات الصودا عند المعاناة من الجوع لأنها تسبب الشبع وتعرقل تناول الوجبات الأساسية. لا شك في أن الطريق إلى كسب الوزن عند الشخص النحيف هي طريق سالكة بصعوبة مقارنة بالشخص العادي أو السمين، ربما يعود الأمر الى الجينات الموروثة، أو الى قلة الخلايا الدهنية لديه، أو بكل بساطة الى عدم حرقه الوارد الغذائي كله. على كل حال، على المصاب بالنحافة أن يثابر، وألا ييأس من تكرار المحاولات للتغلب على مشكلته. أدوية تزيد الوزن يمكن حصول زيادة الوزن نتيجة لمضاعفات العقاقير الآتية: - أقراص منع الحمل التي تسبب زيادة في الوزن لاحتوائها على هورموني الاستروجين والبروجسترون اللذين يساهمان بشكل كبير في تراكم السوائل والأملاح تحت الجلد، كما يلعب هورمون البروجيسترون دوراً في تحريض الشهية على تناول الطعام. 2- الكورتيزون الذي يؤدي إلى انتفاخ كاذب للجسم لأنه يعمل على حجز السوائل والأملاح، وتراكم الشحم في الجسم، خصوصاً في مناطق الوجه والرقبة والصدر والبطن. - الأدوية النفسية التي تفتح الشهية وتؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن. - مضادات الحساسية، وهي تعمل على تنبيه مركز الشهية الواقع في منطقة الهيبوتالاموس في الدماغ. - هورمون الأنسولين الذي يعمل لتحويل السكر إلى تجمعات دهنية تتراكم هنا وهناك في تخوم الجسم. doctor.anwar@hotmail. com