Bكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة مع قناة «روسيا 1» التلفزيونية أمس، أن بلاده غير مستعدة للحلول بدلاً من روسيا كمورّد رئيسي للغاز الطبيعي، إذا رفع الغرب عقوباته عن طهران. وكان مصدر في المفوضية الأوروبية لمّح في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى أن الاتحاد الأوروبي يخطّط ب «هدوء» لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران مع تحسّن العلاقات معها، في وقت يزداد التوتّر مع روسيا، أكبر مورّد للغاز إليه، بعدما فرض عقوبات عليها بسبب أزمة أوكرانيا. وقال روحاني الذي تملك بلاده ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم بعد روسيا: «لا نزال في مرحلة مبكرة من الإنتاج، ونفكّر أولاً في الاستهلاك المحلي خصوصاً أننا نعاني من مشاكل أحياناً خلال فصل الشتاء، فيما يريد جميع جيراننا في الشرق والغرب والجنوب شراء الغاز الذي لم ننتجه بعد». وتابع: «ليست الظروف اليوم كما يعتقد الجميع بأنه إذا أوقفت روسيا إمداداتها من الغاز غداً ستعوّض إيران هذه الكميّات. إنتاجنا حالياً بعيد جداً من هذه المرحلة»، علماً أن روسيا تلبّي ثلث طلب أوروبا من الغاز والذي تقدّر قيمته ب 80 بليون دولار سنوياً. وتروّج إيران التي تحتاج إلى بنية تحتيّة ضخمة من الأنابيب، منذ فترة طويلة لمشروع بناء شبكة أنابيب تربط بين حقل غاز بارس (جنوب) مع زبائنها الأوروبيين. على صعيد آخر، يوقّع رئيس الوزراء الصيني لي كيجيانغ خلال جولة أوروبية تمتدّ من 9 إلى 16 الشهر الجاري وتتوّج بحضوره قمة آسيا - أوروبا في مدينة ميلانو الإيطالية، على أكثر من 30 اتفاقاً مع روسيا في قطاعات المال والطاقة والقطارات الفائقة السرعة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحوّل إلى الصين للالتفاف على العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على بلاده بسبب أزمة أوكرانيا، وقّع خلال زيارته بكين في أيار (مايو) الماضي على اتّفاق لتوريد الغاز قيمته 400 بليون دولار، وتعهّد زيادة التجارة المتبادلة بين البلدين إلى المثلين بحلول 2020. وصرّح السفيرّ الصيني لدى برلين، شي مينغ، الأسبوع الماضي بأن بكين مستعدّة لاستغلال أيّ فرصة تجارية في روسيا تنجم عن مواجهة موسكو الديبلوماسية مع أوروبا بسبب أزمة أوكرانيا التي اكتفت بالدعوة إلى معالجتها عبر حوار يؤدّي إلى إيجاد حل سلمي. وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قال خلال زيارته ألمانيا في آذار (مارس) الماضي إن بكين لن تنحاز إلى الغرب أو روسيا في أزمة أوكرانيا، ما خيّب أيّ آمل باحتمال أن تضيف بكين ثقلها إلى الضغط الدولي على موسكو بعد ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها. وسيعقد رئيس الوزراء لي محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، ويوقّع سلسلة اتفاقات بين الحكومتين.