وقعت شركة «غازبروم» الروسية التي تسيطر عليها الدولة أمس اتفاقاً طال انتظاره لتزويد الصين بالغاز الطبيعي. ويضمن الاتفاق لأكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم مصدراً جديداً مهماً للوقود النظيف، ويفتح لموسكو سوقاً ضخمة في ظل بحث أوروبا عن مصادر أخرى للطاقة، تحت وطأة الأزمة في أوكرانيا (للمزيد). وستصدّر روسيا 38 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً إلى الصين لمدة 30 سنة. وتقدر قيمة الصفقة بما يزيد على 400 بليون دولار. وشهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ توقيع الصفقة في شنغهاي بين شركة «غازبروم» الحكومية و «شركة البترول الوطنية الصينية» (سي أن بي سي). وقال بوتين إن بلاده ستستثمر 55 بليون دولار في التنقيب عن الغاز ومد خط أنابيب إلى الصين. وقالت مصادر في صناعة الغاز إن الصين كانت لها اليد العليا في المفاوضات مع دخولها مرحلتها النهائية نظراً إلى إدراك بكين حاجة بوتين لزبائن جدد في ظل تزايد عزلته في أوروبا على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال بوتين: «هذا حدث تاريخي لقطاع الغاز في روسيا والاتحاد السوفياتي. هذا أكبر عقد في تاريخ قطاع الغاز في الاتحاد السوفياتي السابق». وأضاف أن عملاً شاقاً على مستوى الخبراء سبق التوقيع، وكانت المفاوضات مع الصينيين صعبة. وتابع: «تمكنا عبر حل وسط من التوصل إلى شروط مقبولة ومرضية للطرفين. وفي نهاية المطاف قبلا بالحل الوسط في خصوص الأسعار والشروط الأخرى». في الوقت ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي بوتين إلى احترام «تعهده» الاستمرار في «تسليم» الغاز إلى أوروبا، وكانت موسكو هددت بقطع الإمدادات عن أوكرانيا في 3 حزيران (يونيو). وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في رسالة إلى بوتين: «طالما استمرت المحادثات الثلاثية» (بين روسياوأوكرانيا والاتحاد) «يفترض ألا تتوقف إمدادات الغاز. أعوّل على روسيا الاتحادية للتمسك بهذا التعهد». وتبدو بدائل أوروبا للغاز الروسي محدودة. وتقترح مسودة ورقة أعدتها المفوضية الأوروبية تعزيز احتياطات كل دولة من الغاز أو تأسيس احتياط مشترك ترقباً لأي مشكلة قبل الشتاء المقبل. وقدّرت وكالة «بلومبرغ» أن احتياطات الدول ال 57 في الاتحاد بلغت الإثنين 57 في المئة من قدرتها التخزينية الإجمالية. وبلغت صادرات «غازبروم» من الغاز إلى أوروبا 42.7 بليون متر مكعب في الربع الأول، مقارنة ب 41.7 بليون قبل سنة. وقال نائب وزير النفط الإيراني علي ماجدي أخيراً، إن بلاده مستعدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية عبر خط أنابيب أو على شكل غاز مسال، لكن كلامه أثار قيادة محافظة رأت فيه وقوفاً إلى جانب أعداء موسكو الحليفة لطهران. وتقدّر شركة «بوتين آند بارتنرز»، ومقرها في نيويورك وتعمل في وساطة السفن والشحن، أن شحنات الغاز القطرية إلى أوروبا في مجالي عقود الغاز المتوسطة والطويلة المدى سترتفع بنسبة 22 في المئة خلال العام الجاري.