سعت موسكووبكين إلى تعزيز علاقات «تحالف استراتيجي»، وتعهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ خلال قمتهما في شنغهاي العمل لإنشاء عالم متعدد الأقطاب، ومواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في وقت توترت علاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب أزمة أوكرانيا، وتواجه الصين نزاعات مع فيتنام واليابان والفيليبين على سيادة جزر. (للمزيد) ودعا بيان مشترك أطراف أزمة أوكرانيا إلى «إيجاد تسوية سياسية عبر الحوار»، علماً بأن قوات حرس الحدود الأوكرانية أكدت انسحاب الجيش الروسي 10 كيلومترات من الحدود الشرقية، غداة إصدار الرئيس بوتين أوامر بإنهاء مناوراتهم وعودتهم إلى الثكنات . لكن زيارة بوتين لشنغهاي، التي وصفتها موسكو بأنها «تاريخية»، لم تحقق النتيجة الأبرز التي أرادتها روسيا عبر توقيع عقد ضخم بقيمة 400 بليون دولار لتصدير الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين التي تحتاج بشدة إلى موارد الطاقة، بسبب خلاف على تحديد أسعار الغاز. وتعمد الكرملين التخفيف من الخلاف عبر تأكيد أن العقد «سيوقع في أي لحظة»، كما أعلن توقيع نحو 40 اتفاقاً خلال الزيارة تهدف إلى توسيع التعاون في مجالات مختلفة، في وقت دعا بوتين إلى تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين لتصل إلى مئة بليون دولار بحلول عام 2015، علماً بأن الجانبين تعهدا سابقاً زيادة حجم التبادل إلى 200 بليون دولار بحلول عام 2020. وكان رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أشار إلى أن صادرات الغاز الروسي التي قد يتوقف إرسالها إلى أوروبا يمكن تحويلها نظرياً إلى الصين، مشدداً على أن هذا الأمر غير مطروح حالياً، لكنه وارد في ظل امتلاكنا احتياطات كافية لنقل إمدادات غاز إلى الشرق والغرب في الوقت ذاته». وقال رافايلو بانتوشي من المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن: «يريد الروس توجيه رسالة إلى الغرب تفيد بأن لديهم خيارات أخرى، وعلاقات قوية مع الصين المهتمة أكثر بنيل دعم روسيا في مجال الدفاع البحري». وأطلق الرئيسان مناورات بحرية مشتركة تستمر أسبوعاً في بحر الصين الشرقي بمشاركة 14 سفينة حربية من البلدين. وأكد شي أن التدريبات «تظهر تصميم الصينوروسيا وإرادتهما القويتين في مواجهة التهديدات والتحديات معاً من أجل حماية الأمن والاستقرار». وأمل بوتين بأن «يقوي الجيشان التعاون بينهما في ظل الوضع الجديد»، علماً بأن التدريبات العسكرية البحرية المشتركة تعتبر الثالثة بين البلدين قرب سواحل الصين. وهو سيشارك مع شي اليوم في افتتاح مؤتمر أمني حول إجراءات بناء الثقة في آسيا. وكان الرئيس الصيني خص روسيا بأول زيارة خارجية نفذها بعد تولي مهماته العام الماضي. وفي آذار (مارس) الماضي، حضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي. لكن أزمة أوكرانيا أحرجت بكين بين دعم موسكو واحترام وحدة وسلامة أراضي البلدان ومبدأ «عدم التدخل».