شدد مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين على أهمية صدور فتوى «جريئة» تبيح للجهات الصحية المعنية أخذ أعضاء المتوفين دماغياً أو تقنن أخذها، مؤكداً أن مثل هذه الفتوى ستحل مشكلة زرع الأعضاء مستقبلاً، خصوصاً أن من المعوقات التي تواجه المركز رفض البعض التبرع بأعضاء المتوفين دماغياً. واعتبر شاهين خلال مؤتمر عن «الآفاق الجديدة لزراعة الأعضاء» عقد في فندق فورسيزون في الرياض أمس، أن موافقة السعودية على التبرع بأعضاء جميع المتوفين دماغياً، يغطي عجز زرع الأعضاء، ويجعلها من أفضل الدول عالمياً في مجال زرع الأعضاء، خصوصاً أن حالات الوفاة دماغياً في السعودية كثيرة، وتقدر ب1200 حالة في العام وهي تكفي لجميع المرضى المحتاجين لأعضاء على مستوى السعودية. وقال شاهين: «نزرع نحو ألف عضو في العام الواحد، ما بين كلى، ورئتين، وقلب، وعظام، وقرنية، ولا تزال الحاجة موجودة، والسعودية هي الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط التي يوجد لديها تخصص زرع للكلى بالمنظار، ونعتبر الدولة ال40 على مستوى العالم في ذلك». ولفت إلى أنه يوجد تأخير في زرع الأعضاء على مستوى العالم، خصوصاً لمن يحملون فصيلة الدم (O)، إذ أن قائمة انتظار المرضى تصل إلى نحو 3 أعوام والقوائم تزيد، في حين أن أميركا تكون لديهم قائمة الانتظار من 5 إلى 7 أعوام، مشيراً إلى أن من بين كل 10 أشخاص يحتاجون إلى زرع عضو، يحصل واحد منهم فقط على عضو. وأشار شاهين إلى أن أكثر جراحات زرع الأعضاء تكون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، ويمثل زرع الكلى 60 في المئة من الجراحات، في حين أن أكبر نسبة لمرضى غسيل الكلى الذين يحتاجون إلى زرع أعضاء تتركز في المنطقة الغربية، تليها منطقة الرياض ثم الشرقية. وذكر أن الرجال يتبرعون بالأعضاء أكثر من النساء، لافتاً إلى أن 11 في المئة من زارعي الكلى خلال العام الحالي استفادوا من برنامج المتبرعين غير الأقارب، الذي تشرف عليه جمعية الأمير فهد بن سلمان. إلى ذلك، أوضح المشرف العام التنفيذي على المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، أن عام 2012 شهد إجراء 760 جراحة لزرع أعضاء في الرياضوجدة منها 167 جراحة لزرع نخاع عظم للكبار، و168 جراحة لزرع نخاع عظم للأطفال، و261 جراحة لزرع كلى، و101 جراحة لزرع كبد، و19 جراحة لزرع قلب، و14 جراحة لزرع رئة، و30 جراحة لزرع عظم. وأضاف أن معدل جراحات زرع الأعضاء ارتفع بنسبة 84 في المئة خلال عام 2012، مشيراً إلى أن مركز الخلايا الجذعية أسهم في تأمين 90 في المئة من وحدات الخلايا الجذعية من دم الحبل السري عام 2012، وتم الاستغناء عن استيراد معظم هذه الوحدات من الخارج، وذلك لتوفير وحدات الخلايا الجذعية، لإجراء عمليات زرع نخاع العظم للمرضى الذين لا يوجد لهم متبرعين من أفراد الأسرة. وقال القصبي: «برنامج تشخيص الأجنة وراثياً قبل الانغراس حقق نجاحاً في المستشفى، إذ زاد عدد الدورات العلاجية عن 148 دورة عن العام الماضي، والمستشفى هو المركز الوحيد في المنطقة لتشخيص الأجنة وراثياً قبل الانغراس، وبلغ إجمالي الدورات العلاجية التي أجريت في المستشفى منذ بداية البرنامج عام 2008 نحو 661 دورة أجريت ل224 مرضاً وراثياً جينياً.