أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، بدء «رفع تدريجي» للعقوبات على بلاده، فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن جولات المحادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، تمنح طهران مزيداً من الوقت لصنع «قنبلة». في غضون ذلك، أكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني «إنتاج 3 آلاف جهاز للطرد المركزي من الجيل الجديد»، مشيراً إلى «الاستغناء عن الأجيال السابقة من هذه الأجهزة ذات الفاعلية المنخفضة». وقال صالحي إن «ايران لن تسمح بتشديد العقوبات، وسنشهد، اعتباراً من اليوم (أمس)، رفع العقوبات في شكل تدريجي»، معتبراً أن بلاده «تمكّنت بحكمتها، من إرهاق العدو واستنزافه، وتقليص تداعيات الضغوط». وأضاف أن «العدو زعم أنه يفرض عقوبات تشلّ على إيران، لكنه أقرّ بأن لا تأثير للحظر. ولو أنفق العدو 100 دولار لفرض العقوبات، لم يجنِ في المقابل 10 دولارات». العقوبات المستحيلة واعتبر أن «اقتصاد إيران النشط يختلف عن اقتصاد ألمانيا الذي يعتمد على التصدير»، وزاد: «لإيران حدود برية ومائية مع 15 بلداً، وفرض عقوبات عليها شبه مستحيل». وأضاف: «سنسوّي في المستقبل القريب كل المشكلات الحدودية بين ايران ودول الجوار. نعيش الآن في القرن الواحد والعشرين، ولا يمكن إدارة الحدود كما في القرنين التاسع عشر والعشرين. يجب أن نصل إلى وضع تكون الحدود مفتوحة والتجارة حرة». في المقابل، انتقد نتانياهو جولات المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، وآخرها في ألما آتا عاصمة كازاخستان، قائلاً: «انطباعي عن هذه المحادثات أن الشيء الوحيد الذي يُستفاد منها، هو كسب الوقت، وتريد ايران من خلال كسب هذا الوقت، مواصلة التخصيب لصنع قنبلة نووية، وهي تقترب من هذا الهدف». وأضاف خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة: «في هذه المرحلة يتوحد أعداؤنا، لا فقط من أجل امتلاك أسلحة نووية تُوجّه ضدنا، بل يسعون إلى امتلاك أسلحة فتاكة أخرى، تتراكم حولنا». وتتعارض شكوك نتانياهو في شأن محادثات ألما آتا، مع قول الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي بعد لقائه الأسبوع الماضي ويندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي التي أطلعت تل أبيب على نتائج المحادثات: «لديّ إيمان كامل في إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، في التزامها وأفعالها في منع إيران من تطوير أسلحة نووية». لكن مسؤولاً إسرائيلياً بارزاً كرّر كلام نتانياهو، قائلاً: «ندرك أن الشيء الوحيد الذي تحقق من المحادثات، هو منح ايران مزيداً من الوقت لمتابعة سعيها إلى امتلاك سلاح نووي». وأضاف انه فيما تأمل حكومة نتانياهو بنهج اشد صرامة من الدول الست، لكنها ما زالت تنتظر نتائج هذه الجولة من المحادثات، مضيفاً: «في نهاية الأمر، ما يهم هو أن يوقف الإيرانيون التخصيب، سواء من خلال إغلاق منشآتهم أو عبر ضمانات فنية دقيقة».