شهد عدد من البلدات اللبنانية أمس انتخابات بلدية واختيارية فرعية لم تخل من المنافسة التي أكسبتها طابعاً سياسياً وسجلت فيها نسب اقتراع مرتفعة، وبخاصة في القبيات والبيرة في عكار ومزرعة الشوف والدبية وقرنايل والكحالة في جبل لبنان، من دون أن تشهد الانتخابات إشكالات تذكر. ففي القبيات، أخذت المعركة طابعاً سياسياً تنافسياً بين لائحتين: لائحة «أرضي هويتي» التي يرأسها رئيس البلدية المنحلة عبدو مخول عبدو، ومدعومة من «التيار الوطني الحر» وحزب «الكتائب» والنائب السابق مخايل الضاهر، واللائحة الثانية مدعومة من عضو كتلة «المستقبل» النيابية هادي حبيش و»القوات اللبنانية». وتعليقاً على المجربات، قال حبيش إن «هناك أمراً استراتيجياً بالنسبة إلى حزب الله بخاصة تحالفه مع التيار الوطني الحر، وهو تدخل في هذا الموضوع بشكل كبير ووصل الحد إلى دفع خمسة آلاف دولار ثمناً للصوت في القبيات». أما الضاهر، فأكد أن «هناك رد فعل عند الأهالي بأنه لا يجوز لبلدية مثل القبيات أن يحل مجلس بلديتها وأن يتم اللعب بمصير مجلسها باعتبار انه يجب أن يكون فيها دائماً مجلس بلدي يهتم شؤونها وليس لأسباب تافهة يحل المجلس البلدي». وكما القبيات، شهدت بلدة البيرة المجاورة معركة حامية بين لائحتين، الأولى برئاسة جمال المرعب مدعومة من «تيار المستقبل»، وأخرى يرأسها محمد وهبي تضم أيضاً مناصرين ل «المستقبل» وغيرهم. أما في الشوف، فتركزت المعركة في بلدة الدبية على موضوع بيع الأراضي، وانحصرت بين لائحتين الأولى برئاسة رئيس البلدية السابق جورج البستاني، والثانية غير مكتملة برئاسة نائبه فادي البستاني. وكان وزير الداخلية مروان شربل جال على عدد من مراكز الاقتراع في بلدتي القبيات والبيرة، متفقداً ومستطلعاً، رافقه قائد سرية درك عكار المقدم ماجد الأيوبي ورئيس مكتب شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في عكار المقدم عبد الناصر غمراوي. والتقى شربل رؤساء أقلام واستمع إلى ملاحظاتهم، وإلى شكاوى من مرشحين. وأكد أن «الوضع ممتاز، والانتخابات امتحان للديموقراطية، والشكاوى التي يجب أن تصل إلى النيابة العامة من المفترض أن تكون خطية، وأن يكون هناك إثباتات على حصول أي مخالفة». وحول نسبة الإقبال في القبيات، قال: «تصل إلى 50 في المئة حتى الآن (ظهراً)». وأضاف: «على رغم الأجواء الأمنية، الديموقراطية لا تزال موجودة، ولكن على المسؤولين إن يجدوا قانون انتخابات ونحن حاضرون. القانون المختلط يتطلب تقنيات اكثر وتوجيهات اكبر. المعركة في القبيات ليست سياسية بل ذات طابع عائلي، ولنفكر في كيفية إنماء البلديات». وعن الأوضاع على الحدود اللبنانية- السورية، قال: «الدولة اللبنانية والجيش يقومان بواجباتهما ضمن الإمكانات الموجودة، والمعابر الشرعية هي تحت إمرة الجيش، ولكن هناك معابر غير شرعية، وعندما يكون هناك وفاق بأن ننأى بأنفسنا، فالأمور ستكون افضل». ومن البيرة، أكد شربل انه «لا يجوز الاختلاف على إنماء البلدات من خلال الخلافات السياسية التي نراها في حياتنا اليومية».