لم تأت النتائج غير الرسمية التي صدرت في أقضية محافظتي الشمال وعكار أمس، بمفاجآت كبرى على مستوى المحافظتين، إذ لم يحقق أي من قوتي 8 و14 آذار فوزاً كاسحاً فيهما، انما جاءت المفاجآت بالمفرق في بلدات اتخذت المعارك فيها طابعاً خاصاً. ومن الأمور اللافتة أن التوافق الانتخابي الذي ساد مدينة طرابلس حيث حققت اللائحة الائتلافية فوزاً كاملاً، لم ينسحب على مدينة الميناء حيث تمكّن الرئيس الحالي للبلدية عبد القادر علم الدين مع ميشال فلاّح، من خرق اللائحة التوافقية المؤلفة من 21 عضواً، واللافت أن فوزهما لم يزعزع التوازن الطائفي فيها. أما في مدينة البترون وهي مسقط وزير الطاقة جبران باسيل، فسجّلت اللائحة المدعومة من «التيار الوطني الحر» فوزاً كاسحاً، وكذلك في 5 بلدات أخرى بينما فاز تحالف 14 آذار ب 18 بلدية. وحقق تحالف «التيار الحر» و «الحزب السوري القومي الاجتماعي» فوزاً في عاصمة قضاء الكورة أميون، بينما بقيت أرجحية البلدات لتحالف 14 آذار. أما في عكار فكانت المفاجآت في بلدة القبيات حيث فازت اللائحة المدعومة من النائب هادي حبيش («المستقبل») متحالفاً مع «القوات اللبنانية» و «الكتائب» في وجه النائب السابق مخايل الضاهر و «التيار الوطني الحر» والمرشح السابق للانتخابات النيابية جوزف مخايل، وجاءت النتيجة 15 لحبيش و3 للضاهر. واعتبرت هذه النتيجة تعديلاً في ميزان القوى خصوصاً أن نتائج الانتخابات النيابية أظهرت أن كفة الأصوات في القبيات مالت الى الضاهر. وفي حلبا عاصمة المحافظة، فازت اللائحة المدعومة من المعارضة برئاسة سعيد الحلبي ضد اللائحة المدعومة من «تيار المستقبل» برئاسة عبدالحميد الحلبي. وفي ببنين فازت لائحة «ببنين للجميع» برئاسة كفاح الكسار المدعومة من «المستقبل» و «الجماعة الإسلامية». وفي فنيدق بلدة نائب «المستقبل» خالد زهرمان، فاز تحالف النائبين السابقين وجيه البعريني ومحمود المراد والعائلات على لائحة رئيس بلدية فنيدق الحالي سميح عبد الحي. وفازت اللوائح المدعومة من «المستقبل» في بلدات: البرج وتكريت والبيرة والقنطرة والحويش وبزال وجديدة القيطع ووادي الجاموس ومشمش ومشتى حمود وعين يعقوب وخريبة الجندي وكوشا وتلمعيان وبيت الحاج والحويش ووادي الجاموس وحيذوق والقليعات والعبودية وحرار والمقيطع - تلحياة والدوسة والكواشرة وعين تنتا. وفازت اللوائح المدعومة من «التيار الحر» في بلدات منيارة والشيخ محمد. وفي البلدات الأرثوذكسية التي فازت فيها 10 بلديات بالتزكية أبزرها رحبة وبينو برعاية النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس، جاءت النتيجة في بلدتي جبرايل وتلعباس مناصفة بين العائلات، وفي هذه الحال يتولى الرئاسة الأكبر سناً. ويسعى فارس الى التوفيق بين الطرفين في بلدة تلعباس، بينما في بلدة جبرايل فالأكبر سناً محسوب عليه. وفي الضنية فازت في بلدة سير اللائحة التي رأسها أحمد علم ب 14 عضواً مقابل حصول اللائحة المدعومة من عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت على عضو واحد. وكذلك في بلدة بخعون فازت اللائحة المدعومة من النائب السابق جهاد الصمد على اللائحة المدعومة من النائب قاسم عبد العزيز و «تيار المستقبل». وفي بلدة السفيرة فازت اللائحة التي يدعمها النائب السابق أسعد هرموش («الجماعة الإسلامية») على اللائحة التي يرأسها رئيس البلدية السابق عبدالله حسون. أما في بلدات المنية والبداوي ومراح السفيرة ومراح السراج وعين التينة وتاران ففاز «تيار المستقبل». مواقف وفي المواقف، هنأ الرئيس السابق للحكومة النائب نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي في بيان مشترك، أهل طرابلس والميناء بالانتخابات البلدية والاختيارية، معتبرين «أنهم المنتصرون أولاً وأخيراً». وأكدا أن «المجلسين البلديين المنتخبين هما سيدا نفسيهما الآن، ومن واجبنا جميعاً أن نكون داعمين لهما لا مصادرين لدورهما، وعلى أعضاء المجلسين البلديين أن يكونوا على قدر الثقة». وهنأ الوزير محمد الصفدي «أهلنا في طرابلس والميناء على خياراتهم». وتمنى للمجلسين «النجاح في تحقيق برامجهما التنموية». وأشاد فتفت ب «الأجواء الديموقراطية التي سادت الانتخابات في الشمال وبخاصة في المنية - الضنية. ودعا جميع الفائزين الى «التعاون الكامل لما فيه مصلحة المنطقة وأبنائها». وقال: «هناك نتائج متفاوتة بين بلدة وأخرى، انما بالتأكيد هناك بعض المناطق كسير، كانت مفاجأة لنا وربما يجب إعادة تقويم هذه المرحلة من الناحية السياسية والتنظيمية والمعركة الانتخابية». ورأى حبيش أن من «الطبيعي أن تكون للخسارة أسبابها وسيكون لنا قراءة في الموضوع». ولفت حبيش في حديث الى قناة «المستقبل» الى أن «التحالفات في الانتخابات البلدية لن تؤثر في الانتخابات النيابية في شكل مباشر».