تمنى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على «هيئة التنسيق النقابية» العودة عن الإضراب المفتوح القائم في البلاد، واعداً ب «استكمال درس سلسلة الرتب والرواتب في أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد 21 الجاري». وأوضح أنه «عندما أقررنا السلسلة (في مجلس الوزراء) كانت نسبة النمو في لبنان خمسة في المئة، بينما هي اليوم 1.5 في المئة، ومع إقرار السلسلة من دون إعادة درس، قد «يطير» النمو بشكل كامل». وكان ميقاتي التقى وفداً من الهيئة في السراي الكبيرة في اليوم ال12 للإضراب المفتوح، فيما كان المضربون ينفذون اعتصاماً أمام «مصلحة تسجيل السيارات والآليات» في الدكوانة، ما تسبب بوقف كل الأعمال، بما فيها مصلحة المالية. ثم زار ميقاتي رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلعه على الموضوع المعيشي، واقترح بري عليه، وفق مكتبه الإعلامي، «عقد اجتماع برئاسة ميقاتي تحضره هيئة التنسيق و«الاتحاد العمالي العام» و «الهيئات الاقتصادية»، لوضع خارطة طريق نهائية لمتوجبات السلسلة». وزار ميقاتي عصراً رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعرض معه جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل. ولاحقاً، وصف رئيس الهيئة حنا غريب الإجتماع مع ميقاتي ب«الفاشل»، وأكد «الإستمرار بالإضراب المفتوح». وأشار إلى «اتخاذه منحى تصعيدياً الأسبوع المقبل»، في حين اعتبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض انه شخصياً «مع إعطاء المهلة للحكومة انطلاقاً من احترام موقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان فمن غير اللائق عدم أخذ موقع الرئيس في الاعتبار». وعقد ميقاتي مؤتمراً صحافياً بعد لقائه وفد «هيئة التنسيق النقابية»، وقال إنه رغب «في الاستماع إلى آراء كل الفئات، وخصوصاً هيئة التنسيق، وشرحت الوضع المتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، خصوصاً لناحية شمولية الوضع الاقتصادي، وليس النظر إلى موضوع السلسلة بمفردها. وخلال النقاش أخذت على عاتقي، والتزمت أمامهم استكمال جلسات مجلس الوزراء لمناقشة السلسلة في أول جلسة تعقد بحضور رئيس الجمهورية بعد 21 الجاري وتمنيت عليهم في ضوء هذا الالتزام، أن يعودوا عن الإضراب ويرجئوا تحركاتهم، كي نرى ما ستكون عليه نتيجة الجلسة التي ستعقد بعد هذا التاريخ». وحين قيل له إن الهيئة لن تعود عن الإضراب، قال: «هذا رأيهم». وعما تبقى للدرس بعد مرور ما يقارب سنة ونصف السنة على الأمر، قال ميقاتي: «لا يزال هناك بعض المواضيع، ومن أهمها: ما هي انعكاسات السلسلة على القطاعات الاخرى». وعن هواجس الهيئات الاقتصادية، قال: «نستمع إلى الآراء ليكون لدينا تصور واحد نضعه على طاولة مجلس الوزراء بعد التاريخ المشار إليه». وأعاد التذكير بأنه «بدأنا معهم في شهر حزيران (يونيو) باتفاقات وتفاهمات معينة، لكن الظروف تغيرت». وبعد لقائه بري، قال ميقاتي إنه أطلعه على اجتماعه مع الهيئة وما اقترحه عليها، «والرئيس بري يرحب، لأنني شرحت له كيف سنستكمل الدرس، وماذا سنفعل، وكان هناك جو من الارتياح الكامل خصوصاً مع التمني عليهم في هذه الظروف رفع الإضراب». الفتنة خط احمر وعن الوضع الأمني، قال ميقاتي: «شاهدنا كيف جرت الأمور بعد قرارات مجلس الدفاع الأعلى، ولم يعد هناك تساهل في هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال، أعطينا فترة معينة واعتبرنا أن كل أمر يحل بهدوء وروية، ولكن الظاهر أن بعضهم يرغب في استجرار الفتنة الى لبنان، وهذا الشيء ممنوع نهائياً وخط أحمر، لهذا السبب سيكون الجيش والقوى الأمنية بالمرصاد لكل أمر». وبعد تصريح ميقاتي، أوضح بري بالنسبة إلى السلسلة، انه «يترك الأمر لقرار الجمعية العامة لهيئة التنسيق النقابية».