توسعت مروحة الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات والتظاهرات التي ينفذها الاساتذة في التعليم الرسمي والخاص وموظفو الدوائر والمصالح الرسمية لتشمل غالبية القطاعات ومختلف المناطق اللبنانية للمطالبة بإحالة سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي. وترافق ذلك مع تهديد اطلقته هيئة التنسيق النقابية بالزحف اليوم في تظاهرة كبرى إلى السراي الحكومية تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء. وواصلت الهيئة ونقابة معلمي المدارس الخاصة اضرابهما المفتوح، ونظمتا امس تظاهرة امام وزارتي الاقتصاد والتجارة والبيئة في وسط بيروت، في ظل اجراءات امنية مشددة اتخذتها القوى الامنية. في بداية الاعتصام، تحدث محمود ذبيان من موظفي وزارة الاقتصاد، فأكد أن «تحركنا هو لتفادي هجرة شبابنا إلى الخارج ونحن مستمرون به حتى إحالة السلسلة»، داعياً إلى تحديث الادارة ووضع البرامج الاصلاحية لأن الوضع لا يستقيم إلا بتحسين الظروف المعيشية للموظفين تجنباً للفساد الاداري، ومشدداً على ان تجاهل مطالب وحقوق الموظفين من شأنه ان ينعكس سلباً على وضعهم المعيشي. ثم تحدث حسين ديب عن التعليم الابتدائي فأكد ضرورة اقرار السلسلة، لما لها من انعكاسات ايجابية على الوضع المعيشي لموظفي القطاع العام. أما كلمة موظفي الادارة فألقاها محمد قدوح فقال: «البارحة طلب وزير الداخلية من أحد العمداء منع الموظفين في وزارة الداخلية من المشاركة في تظاهرة (اول من) أمس مهدداً بإعادتهم بالقوة، وسمعوا منه كلاماً قاسياً. نقول للوزير مروان شربل: إن حق هؤلاء الموظفين من مسؤوليته وهو معني بحقهم، ولن نخرج من الشارع قبل إحالة السلسلة». ثم ألقى رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غريب كلمة قال فيها: «نعتصم اليوم أمام وزارة الاقتصاد لشد أزر الموظفين الاداريين فيها ولتوجيه التحية لهم لصمودهم في تنفيذ الاضراب المفتوح وشل العمل في الادارات العامة ووزارتي الاقتصاد والبيئة». واعتبر ان «هذا الاعتصام هو مقدمة للزحف الى بيروت غداً (اليوم) حيث ستنفذ هيئة التنسيق النقابية تظاهرة مركزية حاشدة بدءاً من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر من امام ساحة البربير زحفاً الى السراي الحكومية، كلنا معاً أساتذة ومعلمين، موظفين ومتعاقدين، أجراء ومياومين، وكل أصحاب الدخل المحدود». وتوجه إلى الأهل والطلاب بالقول: «انصروا هيئة التنسيق النقابية، من أجلكم تحركت، من أجل عزة هذا الوطن ووحدته ضد السماسرة والتجار والفاسدين الذين سرقوا لقمة عيشنا». «الهيئة» لميقاتي: احزم أمرك وتوجه غريب إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائلاً: «احزم أمرك، تارة هناك تمويل وتارة لا تمويل، المشكلة عندك، إن كنت غير قادر على تنفيذ الاتفاق فأنت مسؤول عن تنفيذه وإلا لماذا وقعته. أخرج إلى الرأي العام واعتذر له لأنك وقعت اتفاقاً وأقررت السلسلة، وقل لشعبك أنك عاجز عن التنفيذ. أنت المشكلة لأنك تطيع الهيئات الاقتصادية». وأضاف: «أيها الموظفون الشرفاء قولوا لهم: كفى افتراء وكذباً، ماذا يفعلون سوى تمويل عجز الموازنة على حسابكم. لا يفعلون سوى سرقة أموالنا من خلال الفوائد، خفضوا الفوائد على أموال الشعب، أعلى نسبة أرباح تحققونها في الكون كله. المعركة معكم، آن لكم تحمل المسؤولية». اما نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض فانتقد كلام بعض الوزراء عن المتقاعدين، وقال: «هذا ليس مجلس وزراء يمثل الشعب. المطلوب من ميقاتي غداً (اليوم في اجتماع مجلس الوزراء)، إذا لم يضع السلسلة على جدول الأعمال ستكون آخرتهم، لأن غداً سيكون الزحف من بعلبك وحلبا ورميش والشوف وجبل لبنان وبيروت والبقاع، معلمو المدارس الخاصة أصبحوا أحراراً ولن نترك الشارع إلا بعد إحالة السلسلة». ثم سار المعتصمون بتظاهرة باتجاه جمعية المصارف ثم بلدية بيروت فوزارة الاتصالات في شارع رياض الصلح. وفي ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس نفذ اعتصام التزاماً بقرار الهيئة. وألقت مقررة رابطة التعليم الثانوي في الشمال ملوك محرز كلمة ناشدت فيها الحكومة «انقاذ ما تبقى من الوطن عبر ايقاف الهدر والسرقات وإحقاق الحق». وأضافت: «مطلبنا حق ولن نتراجع عنه وسنتخذ اجراءات تصعيدية في حال عدم التجاوب مع مطالبنا». وناشدت رئيس الجمهورية ميشال سليمان «الذي عرف بحكمته ورئيس الحكومة الذي نأى بنفسه عن الظلم، تحويل السلسة كما وعد ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن يستعين بعصاه السحرية التي أنقذت البلاد من أزمات كثيرة». ونفذ اعتصام امام سراي جونيه وسط اجراءات امنية مشددة. ثم توجه المعلمون الى المدرسة الالمانية - اللبنانية لمطالبتها بالمشاركة بالاعتصام امام السراي. وبعد العودة وبمشاركة اساتذة ومعلمي المدرسة الالمانية نفذ الاعتصام امام ساحة السراي. كما نفذت هيئة التنسيق النقابية في البقاع اعتصاماً امام مصرف لبنان المركزي عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي، ثم اتجه المعتصمون بمسيرة نحو السوق التجاري وصولاً الى السراي الحكومية حيث اقيم مهرجان خطابي. اما في النبطية فقد توقف الموظفون عن انجاز المعاملات الادارية. ثم نفذ الموظفون والاساتذة اعتصاماً امام السراي، ورفعوا لافتات تدعو الى احالة السلسلة، مرددين الهتافات التي تتهم الهيئات الاقتصادية بالوقوف وراء افشال اقرارها. رفض الاضراب المفتوح وفي المقابل عقد «تجمع المدارس الخاصة في الجبل» اجتماعاً، توقف فيه عند ما آلت إليه معالجة الدولة للقضايا المطلبية، وعند التحركات التصعيدية. ورفض التجمع في بيان، أن «تتحول المطالب المحقة بتأمين العيش اللائق للمعلمين، ساحة مواجهة غير لائقة مع الدولة والمؤسسات». أضاف البيان: «اننا وإن كنا نتعاطف مع المعلمين، ونرى أنهم الأكثر مظلومية في مجال عملهم، إلا أننا ننظر إلى الأهل في المدارس الخاصة أيضاً بعين العطف والاهتمام، لأنهم وحدهم من سيتحمل انعكاسات تلك الزيادات، بما لا طاقة لهم على حمله، خصوصاً في ظل غياب الدولة عن دعم الأهالي والتلامذة في هذه المدارس، وان تجمع المدارس الخاصة في الجبل، يعلن رفضه الإضراب المفتوح».