بعد إزاحة الستار عن طراز MP4-12C الكوبيه العام الماضي، ثم إطلاق النسخة المكشوفة من الموديل السابق تحت الاسم 12C سبايدر هذا العام، كشفت مكلارين أوتوموتيف النقاب عن النسخة التصورية قبل الإنتاج من طراز مكلارين P1 المنتظر طرحه بعد عام، عبر معرض باريس الدولي. وأبرز ما يميز ال P1 المستلهمة من الفرع المخصص للسباقات لمكلارين الإنكليزية، تفوقها على الطرق المعبّدة وعلى حلبات على حد سواء. ويعود الفضل في ذلك إلى المحرك الوسطي الوضعية المعتمد والهيكل الأحادي المصنوع من ألياف الكربون بوصفه نسخة مطورة من هيكل الموديل الشقيق MP4-12C، إلى جانب نسبة القوة للوزن التي تتجاوز 600 حصان لكل طن، بخلاف التصميم الأيروديناميكي المعزز من مختلف الجوانب. وينتظر أن تتطابق الخطوط الخارجية تماماً مع النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع، بوصفها خليفة الأيقونة مكلارين F1. يمكن عبر كبسة زر واحدة، تحويل مكلارين P1 إلى سيارة سباق حقيقية، إذ تصل قوة الضغط العمودي إلى 600 كلغ، ما يعني أكثر خمس مرات تقريباً من تلك القوى المتأتية من مكلارين 12C وتكاد تتساوى مع قوة الضغط العمودي لطراز السباقات 12C GT3. وبالنسبة للفئة السعرية للنسخة النهائية من مكلارين P1، فمن المرجح أن تتراوح ما بين 700 ألف و800 ألف جنيه إسترليني ليتم تسليم أولى طلبيات السيارة أواخر عام 2013 المقبل، بالتزامن مع مرور 50 عاماً على مكلارين. ديناميكية وخفة أولى مدير قسم التصميم لدى مكلارين فرانك ستيفنسون ومساعده باري ويليامز أهمية قصوى عند تصميمهما مكلارين P1 للأيروديناميكية والأبعاد المدمجة والوزن الخفيف، ما تطلّب تمضية ساعات طويلة في اختبارات نفق الهواء والاستعانة بأنظمة حاسوبية متطورة لديناميكيات السوائل CFD، شأنها شأن السيارات المخصصة لسباقات الفورمولا واحد. ووفقاً لمهندسي تصميم مكلارين، فإن الغرض من تطوير P1 لم يكن في الأساس يتمحور حول إنتاج سيارة تتفوق على صعيد السرعة القصوى، وإنما كان الهدف تطوير أسرع السيارات التجارية على الحلبات، وتحويلها إلى سيارة سباق بكبسة زر واحدة. وفي هذا السياق، جاءت فتحات التهوئة واللمسات الجمالية التصميمية المختلفة، بل وحتى أسفل السيارة، مراعية لتعزيز مستويات الأيروديناميكية الهوائية، لتسمح بتدفق الهواء بسلاسة ويسر بين الأسطح المحدّبة والمقعّرة للخطوط الخارجية أثناء القيادة على السرعات العالية، لذلك صمم جسم السيارة منكمشاً على نفسه ومدمجاً للغاية وقريباً من الأرض. أما المصابيح الرئيسة فهي من فئة LED المتوهّجة مع هيئة تشبه البومرانغ في تصميمها. وشأنها شأن طراز MP4-12C، جاءت مكلارين P1 من دون شبك تهوئة أمامي لتبريد المحرك، مع الإكتفاء بأجنحة على الصادم الأمامي تتحرك في نطاق من صفر إلى 60 درجة، مصممة لتعزيز الضغط العمودي، ناهيك عن المبردات على غطاء المحرك. وإلى جانب الأبواب المجنحة التي تُفتح بزاوية واسعة لسهولة دخول الراكبين من السيارة وخروجهما، يبرز الجانح الخلفي المتحرك الذي يتمدد إلى الخلف حتى مسافة 300 ملم على الحلبات وحتى 120 ملم على الطرق المعبدة التقليدية، كما يمكن تحريكه بزاوية معينة حتى 29 درجة. وبالانتقال إلى الجهة الخلفية، يُمكن القول إنها تتضمن لمسات رياضية مميزة عدة، شأن عاكس الهواء الذي يعزز الضغط العمودي على المحور الخلفي، مع عدم إغفال الاستغناء عن المصابيح الخلفية لمصلحة شريط رفيع من لمبات LED المتوهجة. كما تتجلى خبرة مكلارين الرياضية على حلبات الفورمولا واحد من خلال نظام خفض معدلات الضغط العمودي Drag Reduction System لتحسين الأداء الأيروديناميكي خصوصاً. أما هيكل طراز P1 فجاء أحادياً ومصنوعاً من ألياف الكربون، ويُعد نسخة مطوّرة من هيكل الموديل الشقيق MP4-12C، فضلاً عن اعتماد مفهوم قفص الأمان لبنية السقف تحت اسم القفص الأحادي أو MonoCage. وتوجّه تلك البنية الهيكلية المتطورة للسقف الهواء إلى المحرك لتبريده عبر الفتحات المدمجة بالسقف. يذكر أنه لم يستعن الا بعدد قليل من الألواح في هيكل السيارة، أبرزها الألواح الكبيرة المصنوعة من الكربون التي تتخذ شكل القوالب وتتخللها فتحات تهوئة أيروديناميكية مميزة، بغرض تخفيف الوزن وتعزيز الأداء الديناميكي. وبخلاف معدلات الإنسيابية لجديدة مكلارين التصورية التي تبلغ 0.34 درجة على مقياس «سي إكس»، لم يكشف بعد عن مقصورة طراز مكلارين P1، وإن كان من المتوقّع أن يكون همّها الأساسي السائق مع الاستفادة من مكوّنات عدة عالية الجودة واعتماد تصميم رياضي مميز. نظام دفع هجين ... ومتطور على رغم عدم الإفصاح عن الشق الميكانيكي لمكلارين P1، وإرجاء الإعلان عنه حتى مطلع العام المقبل، إلا أن التخمينات لم تتوقف. فقد أشارت مصادر عدة إلى اعتماد نظام دفع هجين متطور يتضمن محركاً من فئة V8 مزوداً بشاحني هواء توربو أو نظام شحن هوائي مزدوجاً بسعة 3.8 ليتر، يولّد قدرة حصانية مجمّعة تُقدّر ب963 حصاناً مع إتصال المحرك بعلبة تروس من 7 سرعات وقابض فاصل مزدوج يمكن تعيير نسبه يدوياً عبر الضغط المتعاقب، ينقل عزم الدوران إلى العجلات الخلفية. وتكفي تلك الطاقة المستخرجة لدفع السيارة إلى سرعة قصوى قد تصل إلى 384 كلم/س. عموماً، يتوقع أن تتوافر أنماط قيادة مختلفة يُمكن للسائق الاختيار في ما بينها، مع إمكان ضبط إرتفاع أسطوانات تخميد أنظمة التعليق وهامش إرتدادها تبعاً لظروف القيادة وطبيعة الطرق المرتادة. www.carsandspeed.com