أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «كرامة اللبنانيين بأن يخرجوا بقانون انتخاب جديد يتفق عليه الجميع ويكون لمصلحة الجميع وليس على قياس أشخاص، وإذا اضطروا إلى تمديد فترة ليدخل الناس في مفهوم القانون الجديد وتحضيره، لا بأس، وليكن شهرين، ثلاثة، أو أربعة عادة»، مؤكداً أن «الكل ضد التمديد، أكان تمديداً للمجلس النيابي، أم لرئاسة الجمهورية، ولا يجوز أن نعود إلى قانون الستين». واعتبر الراعي في حديث إلى قناة «روسيا الآن» أنه «يمكن إجراء الانتخابات النيابية في ظل الظروف الحالية إلا إذا ساءت الأمور لا سمح الله إلى درجة تمنع الناس من التجول»، مشيراً إلى أن «من المعروف أن لبنان يتأثر بكل ما يجري حوله». وعبر عن «خوف على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «الحرب تهدد الجميع، ولأن عدد المسيحيين ليس بالعدد الكبير، حتى إذا غاب واحد، نشعر بغيابه»، معتبراً أن «الناس بحاجة إلى استقرار لتعيش». وقال: «مهم جداً أن يبقى المسيحيون بعدد مرموق وفاعلين في مجتمعاتهم لخير هذه المجتمعات ونتخوف من استمرار الشرق الأوسط، أرض الصراعات والعنف والحروب، لأنه في زمن الفوضى والاضطرابات والتوترات نشاهد اعتداءات على المسيحيين من دون أي سبب»، مشيراً إلى «ما يحدث في العراق ومصر وسورية حيث يدخلون إلى البلدات المسيحية ويهددونهم بالقول «أنتم صليبيون.. اخرجوا من هنا». ورأى الراعي أن «المخاطر الكبيرة في تصاعد الحركات الأصولية، والأخطر أننا نرى دولاً في العالمين العربي والغربي تدعم الأصوليين بالمال والسلاح، وتوفر لهم أيضاً الدعم السياسي، ويتكلمون عن «ربيع عربي»، قائلاً: «هذا يقلق». وعما إذا لمس تفهماً من الجانب الروسي في هذا الشأن خلال زيارته الرعوية إلى موسكو، قال: «السياسة الروسية واضحة، هي لا تقف مع جانب ضد الآخر بالنسبة لسورية، بل تدعو إلى التفاوض والحوار والتفاهم، لأنه بالحرب والعنف لا نصل إلى شيء، وهذا موقف حكيم ومشرّف». وعما إذا كان الوضع في لبنان سيبقى متأزماً طالما الأزمة السورية مستمرة، قال الراعي: «لا نزكي الحرب، ولا يجوز أن يزكي اللبنانيون الحرب، بل ينبغي أن نطالب وبصوت عال بالسلام والتفاهم والاستقرار»، لافتاً إلى «أننا اختبرنا ويلات الحرب وأدركنا أنها عبثية ولا يجوز أن يفرض على السوريين شيء بالقوة، فالإصلاحات لا تفرض بالقوة ولا من الخارج، لذلك ينبغي على السوريين سلطة وشعباً أن يجلسوا معاً على طاولة المفاوضات للوصول إلى حلول». وكان الراعي التقى في اختتام زياته، رئيس الدوما سيرغي ناريشكين، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه «كان توافق على نبذ العنف والتطرف ودعم الحوار والحلول السلمية والتطور الديموقراطي، وتركز البحث على تداعيات الأزمة السورية على لبنان، وأكد ناريشكين دعم روسيا سيادةَ لبنان واستقلاله وووحدة شعبه، ووعد بتأمين المساعدات للنازحين السوريين إلى لبنان». وطالب الراعي بمساعدة النازحين «على عودتهم إلى بلادهم كي لا يشكل بقاؤهم أزمات إضافية على مجتمع لم يعد يحتمل».