دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين الى «التوصل الى قانون انتخاب يؤمن أفضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف». وقال في عظته الاسبوعية في بكركي أمس: «نحتاج إلى مسؤولين أحرار من ذواتهم ومن غيرهم، وقادرين على اتخاذ مواقف وقرارات جريئة وشجاعة بوجه التسلط والهيمنة والظلم والاستقواء، وان يبذلوا كل جهد في سبيل الخير العام بصدق وعدل وإنصاف». وأضاف: «في هذه الأيام، حيث الحديث والسعي إلى وضع قانون جديد للانتخابات، يتجاوز قانونَ الستين، لا بد لكل فريق من مكونات المجتمع اللبناني، من أن يتحررَ من حساباته الشخصية والفئوية، ومن الهيمنة على غيره وعلى مواقع القرار الوطني»، معتبراً أن «القاعدة هي التي يرسمها الدستور اللبناني في مقدمته وفي المادة 24 على مستوى المجلس النيابي أي العيش المشترك بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبياً بين الطوائف والمناطق، والإقرار بلا شرعية لأية سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». وشدد على أن «المطلوب هو وجوب التوصل إلى قانون إنتخاب يؤمن أفضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف اللبنانية». وأوضح أن «كل ذلك من أجل أن يتمكن لبنان، بجناحَيه المسيحي والمسلم، من أن يكونَ بالفعل «نموذجاً ورسالة» لغيره من البلدان، فينعكسَ إيجابياً على بلدان الشرق الأوسط التي تبحث عن هويتها وتصبو إلى إصلاحات في بنيتها، آسفين أن يلجأ بعضها إلى العنف والحرب والترهيب». وتحدث عن النازحين، مستعيداً رسالة البابا بندكتوس السادس عشر في اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، وقال: «نحن في لبنان، فتحنا أبوابَنا واسعة، تِباعاً للاجئين الفلسطينيين وللآسيويين والأفريقيين وللأخوة العراقيين واليوم للأخوة السوريين. وقَبِلنا التحديات، ودفعنا الثمنَ الغالي. لكننا نريد أن تعملَ مثلَنا البلدان الأخرى، فلا تقفل أبوابَها بوجهِ النازحينَ الهاربين من نار الحرب، المشرَدين من بيوتهم، والمحرومين من أدنى مقومات العيش، ولا سيما الأبرياء وبخاصة النساء والأولاد والأطفال»، لكنه شدد على أن «من واجبِ الدولة اللبنانية إتخاذَ التدابير الوقائية اللازمة كي لا تصبحَ استضافة النازحين واللاجئين عبوة موقوتة أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً. أما الواجب الضميري الأساس فيقع على كل الذين يغذون الحرب في سورية، من الداخل ومن الخارج، ويستصرخهم ليضعوا حداً لها وللتعدي على الاشخاص، ويجدوا الحلول السلمية العادلة والشاملة لنزاعهم». وأكد أن «الكنيسة ملتزمة خدمة هؤلاء، الى أي دين انتموا، عبر مؤسساتها الاجتماعية، ولا سيما عبرَ جهازها الاجتماعي - الراعوي الذي هو رابطة كاريتاس لبنان. إنها تصب اهتمامَها على مساعدة الأخوة النازحين من سورية منذ شهر نيسان (ابريل) من العام الماضي وشملت عشراتِ الألوف من العائلات النازحة من سورية في أماكن تواجدها ولا سيما في البقاع والشمال». وأعلن أن «رابطة كاريتاس لبنان دعت إلى يوم تضامني مع النازحين السوريين يقام الأحد 27 من الشهر الجاري، بحيث تباشر الرعايا والأديرة والمدارس والمؤسسات الكنسية والمدنية في جمعِ التبرعاتِ والهباتِ المالية والعينية. والجميع مدعوون للصلاة من أجل إحلال السلام في سورية والمنطقة». والتقى الراعي وفداً من «التيار الوطني الحر» في زحلة برئاسة وزير الثقافة غابي ليون، وقال: «نطالب بالحفاظ على قيمة لبنان بعيش التعددية في الوحدة، وكل قيمة لبنان هي الديموقراطية، ومن مظاهر الديموقراطية المساواة بين الناس في اختيار ممثليهم ومندوبيهم في القبة البرلمانية». ولفت الى أن «ما نطالب به نحن، ان يمارس الشعب اللبناني حقه، خصوصاً في انتخاب من يراه جديراً بتمثيله. نحن لا نريد أن ينظر الى الامر وكأنه قانون للمسيحيين او كأنه قانون للمسلمين».