واصلت قوات الأمن التونسية ملاحقة كمال القضقاضي المشتبه به الرئيسي في اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد، ونفّذت حملة تمشيط واسعة في الجبال الحدودية المحاذية للجزائر بين مدينتي الطويرف و ساقية سيدى يوسف في محافظة الكاف، غرب البلاد، بحثاً عن المتهم الفار الذي يوصف بأنه سلفي الذي قال عنه والده انه كان يدرس في الولاياتالمتحدة، ولا يقوى على قتل دجاجة. وأوضح مصدر في الأمن الوطني أن الحملة تهدف إلى «تضييق الخناق» على المشتبه به وسد كل منافذ الهروب أمامه، بعدما تم حصر أماكن تواجده المفترضة من خلال الاستعانة بالأقمار الاصطناعية. وفي سياق متصل، استمع قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس، والموكلة إليه قضية بلعيد، إلى أقوال رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي بوصفه شاهداً في القضية، وذلك بقصر قرطاج في العاصمة أمس، وفق ما جاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية. وهذه المرة الأولى التي يستجوب فيها القضاء رئيس الجمهورية في تونس منذ استقلال البلاد العام 1956. وكان شقيق بلعيد صرّح أخيراً بأن المرزوقي على علم بالأطراف وراء الاغتيال وأنه سبق له أن حذّره من إمكان تعرّضه للاعتداء، وعرض توفير حماية أمنية له. لكن شكري رفض ذلك لأن توفير الحماية له سيعني خضوعه للمراقبة الأمنية. وجاء ذلك في وقت قال طيب القضقاضي والد المتهم الرئيسي في القضية إن ابنه كان يقيم في الولاياتالمتحدة حيث تابع دراسته الجامعية على نفقة الدولة التونسية، وحصل على شهادات من جامعات أميركية وأتقن الحديث بخمس لغات أجنبية. وكان مصدر قضائي أفاد «فرانس برس» بأن المشتبه له يتحدر من ولاية جندوبة (شمال غربي تونس) ويدعى كمال القضقاضي وسبق له الإقامة في الولاياتالمتحدة. وصرح والد المتهم إلى إذاعة «موزاييك أف أم» المحلية بأن ابنه لا يزوره إلا نادراً وبمعدل مرة في السنة، باعتبار أنه طلّق والدته منذ سنوات. وأضاف أن ابنه تلقى عروضاً بالانضمام إلى قوات الأمن التونسية إثر عودته من الولاياتالمتحدة. ووصف طيب القضقاضي ابنه بأنه وديع «لا يستطيع قتل فرخة» ولا يظن أنه يقدم على عملية قتل، لكنه دعا الله أن يقتص منه إن ثبت انه قتل شكري بلعيد. وأضاف: «أتوجه الى ولدي (وأقول له) إن... كنت قتلت إنساناً مناضلاً، فليأخذ الله حقه منك». من جهته، اعتبر المرصد التونسي لاستقلال القضاء أن الندوة الصحافية التي أعطى فيها وزير الداخلية علي العريض معطيات عن عملية الاغتيال تمت من دون التنسيق مع قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، خلافاً لما صرّحت به وزارة الداخية. على صعيد آخر، ذكرت وكالة «فرانس برس» أن سلفيين اعتدوا أمس الخميس بالضرب على طلاب المدرسة الثانوية بالرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط غربي تونس) وذلك بعد محاولة الطلاب أداء رقصة «هارلم شيك». وقال مراسل الوكالة في المنطقة إن حوالي 20 سلفياً لكموا وصفعوا الطلاب الذين حاولوا أداء الرقصة. وبدأت رقصة «هارلم شيك» عبر مجموعة من المراهقين الأستراليين وضعوا مقطع فيديو مدته 31 ثانية على موقع الفيديو التشاركي «يوتيوب».