اقتحم سلفيون أمس الأربعاء جامعة في العاصمة تونس واشتبكوا مع طلاب لمنعهم من أداء رقصة «هارلم شيك» التي تجتاح حالياً مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. وقالت مراسلة وكالة «فرانس برس» إن نحو عشرة سلفيين مدعومين بطالبات محجبات اقتحموا «معهد بورقيبة للغات الحية» في «حي الخضراء» (شمال العاصمة تونس) لمنع الطلاب من تنظيم الرقصة. وعند وصول السلفيين إلى الجامعة ردد طلاب باللغة الفرنسية «ديغاج» (إرحل) ما استفز السلفيين الذين تبادلوا معهم اللكمات. وكان أحد السلفيين يرتدي بزة عسكرية ومسلحاً بزجاجة حارقة لكنه لم يستعملها. وقال سلفي مخاطباً الطلاب «نريد أن ننهاكم عن المنكر، الاسرائيليون يقتلون إخواننا في فلسطين وأنتم ترقصون؟». وصفعت طالبة محجبة كانت تساند السلفيين، زميلة لها ووصفتها ب «الكافرة» لأنها أيّدت تنظيم الرقصة. وتمكن الطلاب من اداء رقصة «هارلم شيك» وتسجيلها بالفيديو بعد انسحاب السلفيين. ويُعتبر حي الخضراء من معاقل التيار السلفي في تونس. واعتبرت صفحات سلفية تونسية على «فايسبوك» أن رقصة هارلم شيك «حرام شرعاً». والسبت الماضي نشر طلاب مدرسة «الإمام مسلم» الثانوية في العاصمة تونس فيديو للرقصة التي نظموها داخل المدرسة، ما أثار استياء وزير التربية عبداللطيف عبيد الذي أمر بفتح تحقيق. ورد محتجون على قرار الوزير بقرصنة الموقع الرسمي على الانترنت لوزارة التربية ودعوا الى تنظيم رقصة هارلم شيك كبيرة امام مقر الوزارة الجمعة. من جهة أخرى، استخدمت الشرطة التونسية في مركز ولاية سوسة (وسط شرقي تونس) قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق طلاب مدرسة ثانوية تظاهروا في الشارع ورشقوا قوات الامن بالحجارة احتجاجاً على مدير المدرسة الذي منعهم من اداء رقصة «هارلم شيك». وقال خالد طروش الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ل «فرانس برس» إن مدير مدرسة الطاهر صفر منع الطلاب من أداء الرقصة داخل المدرسة فتجمعوا امامها واشعلوا الشماريخ (الالعاب النارية) ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة ما أسفر عن اصابة شرطيين. وأوضح أن الشرطة اضطرت لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وأوردت إذاعة «جوهرة اف ام» الخاصة أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع «بشكل مكثف» لتفريق الطلاب ما تسبب «بحالات اختناق». ومطلع الشهر الجاري قام مراهقون استراليون بتنزيل فيديو لرقصة «هارلم شيك» على ال «يوتيوب»، ما اكسب الرقصة شهرة عالمية.