استغرب مصدر فرنسي مطلع على الملف اللبناني الانطباع الذي تعطيه القيادات اللبنانية بأن الأمور سائرة بالحكومة من دون رئيس للجمهورية وأن بالإمكان إجراء انتخابات تشريعية قبل انتخاب الرئيس. هذا الانطباع استخلصته الاوساط الفرنسية المسؤولة من اللقاءات التي عقدت مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، فضلاً عن أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام اكتفى خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في نيويورك بالقول إن الحكومة تتخذ إجراءاتها لإجراء الانتخابات وشكلت هيئة الإشراف عليها، ولم يثر مسألة التمديد للبرلمان، فيما يؤكد هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس حرصهما على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية. ويستقبل الرئيس هولاند يوم الثلثاء في 7 الجاري رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لمعرفة موقفه من الموضوع. وعلمت «الحياة» أن الرئيس الحريري والوزير باسيل تداولا في باريس قبل ثلاثة ايام في الشؤون اللبنانية واتفقا على ان تبقى الخطوط مفتوحة بين الحريري و«التيار الوطني الحر» من اجل «كل ما هو في مصلحة لبنان». وقال مصدر غربي إن باسيل قال لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما التقاه لدى سؤال الأخير عن الانتخابات الرئاسية في لبنان إن هذا الأمر ينتظر ضوءاً أخضر من المملكة العربية السعودية ليتمّ، ما جعل الجانب الأميركي يتأكد من أن ذلك يعني أن العماد ميشال عون لن يسحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية على رغم ان باسيل لم يذكر اسمه عندما تحدث عن الضوء الأخضر السعودي. وقالت مصادر غربية ل «الحياة» ان الوزير باسيل اصر في محادثاته مع الجانب الاميركي على ضرورة وضع «داعش» على لائحة الملاحقة في محكمة الجنايات الدولية. وقالت ان الجانب الاميركي رد بالقول انه سيدرس الموضوع، علماً ان الولاياتالمتحدة ليست عضواً في هذه المحكمة. وتساءلت المصادر عن سبب اصرار باسيل على هذا الموضوع الذي كان الهدف الاساسي لزيارته العاصمة الهولندية، خصوصاً انه طلب من الدول الاعضاء في المحكمة ان تدلي بأسماء الذين تم توقيفهم لانتمائهم الى «داعش». الى ذلك كان باسيل طالب خلال لقائه فابيوس بالمزيد من الجهود من فرنسا لمحاربة «داعش» والقضاء عليه من دون أن يوضح ماذا ينتظر من باريس أكثر مما تقوم به في هذا الاطار.