من غير المحتمل أن تتطور الاضطرابات التي نشبت في الضفة الغربية عقب وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات في سجن إسرائيلي إلى انتفاضة ثالثة، ولكنها ستسمح للفلسطينيين وللإسرائيليين بدفع قضيتهم قدماً في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما، بحسب محللين. وبعد أيام من العنف التي أعقبت وفاة جرادات الذي ينتمي لحركة «فتح» السبت في سجن إسرائيلي، ومع بدء عودة الهدوء إلى الضفة الغربية، سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة الثلثاء على جنوب إسرائيل للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتبنت إطلاق الصاروخ كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح» بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «كرد» على «اغتيال» جرادات. وقال ضباط إسرائيليون في الضفة الغربية لصحيفة معاريف إنهم «متفائلون»، مشيرين إلى أن «موجة العنف ستتراجع ولن تقود إلى انتفاضة ثالثة». وذكرت الصحيفة بان «الجيش الإسرائيلي كشف البارحة (الاثنين) عن انخفاض في عدد الحوادث على رغم انه يتوقع استمرار العنف على الأقل لحين وصول الرئيس أوباما في 20 من آذار (مارس)» في زيارته الأولى لإسرائيل منذ توليه الرئاسة. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين كبار بأن الجيش تلقى أوامر «بممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحد من مخاطر قتل فلسطينيين مما سيوفر ذريعة لاستئناف العنف في ضوء زيارة أوباما». وأكد منسق القوى الفلسطينية في وسط الضفة الغربية عصام أبو بكر أن التظاهرات والإضرابات التضامنية منتشرة «في مدن الخليل وجنين وطولكرم ونابلس ورام الله». وأضاف أن «الأمور ستتفاعل وهي مرشحة للتصعيد بخاصة مع اقتراب زيارة أوباما»، مؤكداً «لن نتراجع عن المطالبة بتحديد جدول زمني لإطلاق سراح الأسرى». ويرفض الجانبان تحمل المسؤولية عن أعمال العنف التي أطلقتها قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واتهم عباس في خطاب الاثنين وبعده في اجتماع لقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إسرائيل بأنها تريد نشر الفوضى في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً «نحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم بذلك». وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن «إسرائيل تنتظر من السلطة الفلسطينية أن تتصرف بمسؤولية لمنع التحريض والعنف الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع». وأضاف: «في نهاية المطاف فان محادثات السلام وليس العنف هي المطلوبة وقد حان الوقت لأن تقوم القيادة الفلسطينية بإنهاء مقاطعتها لمحادثات السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات». وأكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن إسرائيل ستجد الوسائل «للرد بطريقة مناسبة» على إطلاق الصواريخ. وذكر مسؤولون أمنيون أن التظاهرات الفلسطينية تهدف إلى الضغط لتحريك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووضعه في وسط زيارة الرئيس الأميركي. وحضت واشنطن الاثنين «الطرفين على ممارسة ضبط النفس» ودعتهما إلى الامتناع عن «التصريحات المثيرة».