أكد مسؤول في الأممالمتحدة تأييد الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون «اجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل الأسير الفلسطيني عرفات جرادات ونشر نتائج التحقيق بشكل علني». وأضاف أن بان «دعا إسرائيل الى معاملة السجناء الفلسطينيين بما يتوافق مع القانون الدولي وهو ما يعني إخضاعهم للمحاكمة العادلة أو إطلاق سراحهم في أسرع وقت». في غضون ذلك، صعّد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من وتيرة احتجاجاتهم ضد سلطات الاحتلال الاسرائيلي غداة تشييع جثمان جرادات، الذي توفي السبت في سجن مجدو (شمال اسرائيل). وعبرت تل أبيب عن قلقها من أن يؤدي تصاعد هذه الاحتجاجات إلى اندلاع انتفاضة جديدة، متهمة السلطة الفلسطينية بتعمد تصعيد الاحتجاجات «بشكل منضبط» وجددت دعوتها لها الى التصرف «بمسؤولية» ومنع العنف. ويبحث مجلس الأمن اليوم (الثلثاء) التصعيد في الضفة الغربية في ضوء وفاة الأسير الفلسطيني جرادات تحت التعذيب، فيما طالبت القيادة الفلسطينية مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوضع حد لممارسات الحكومة الإسرائيلية غير القانونية وإنهاء التوقيف التعسفي بحق السجناء الفلسطينيين. وقال ديبلوماسي عربي في نيويورك إن المطالبة الفلسطينية بإجراء تحقيق دولي في وفاة جرادات تحت التعذيب ستناقش في مجلس حقوق الإنسان في جنيف بعد أسبوعين، مرجحاً «إتخاذ إجراءات عملية للبدء في تحقيق دولي في شأنها». وبحسب مسؤول في الأممالمتحدة فإن بان أكد في اتصالات مع المسؤولين الإسرائيليين، وآخرها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، «ضرورة إخضاع السجناء الفلسطينيين الى محاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم»، معتبراً «إبقاءهم في السجن من دون محاكمة مخالفة صريحة للقانون الدولي لحقوق الإنسان». ونقل الموقف نفسه الى المسؤولين الإسرائيليين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، وفق المصدر نفسه. ويستمع مجلس الأمن اليوم الى إحاطة من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان، يتبعها مشاورات مغلقة. وسيناقش المجلس شكوى فلسطينية طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في ما يتعلق بالوضع غير القانوني للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتضمنت الشكوى الفلسطينية التي سلمت أمس الى مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة «الوقائع التي أدت الى استشهاد جرادات تحت التعذيب في سجن إسرائيلي»، بحسب ديبلوماسي عربي مطلع. وكانت البعثة الفلسطينية لدى الأممالمتحدة قدمت شكوى مماثلة الى مجلس الأمن طالبت «كل الهيئات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى والضغط على إسرائيل لإنهاء السجن التعسفي بحق المدنيين الفلسطينيين». وشددت على «ضرورة وقف المستوطنين أعمالهم العنفية ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل يومي وآخرها تدمير أراض زراعية شرق بيت لحم تحت حماية الجنود الإسرائيليين والاعتداء على الرعاة وحرق ممتلكات فلسطينية بمؤازرة الجيش الإسرائيلي». ودعت مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولياته في إنهاء الممارسات غير القانونية من جانب الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني». وشيع آلاف الفلسطينيين أمس جثمان جرادات في قرية سعير قرب مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية) بعد ان توفي السبت في سجن مجدو الاسرائيلي في ما وصفته مصلحة السجون الاسرائيلية بأنه «ازمة قلبية»، إلا ان السلطة الفلسطينية أكدت انه قضى نتيجة التعذيب استناداً الى النتائج الاولية لتشريح الجثة. واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل بنشر الفوضى في الاراضي الفلسطينية مؤكداً ان وفاة جرادات «لا يمكن ان تمر ببساطة»، فيما توعدت «كتائب شهداء الاقصى» الجناح العسكري لحركة «فتح» بالرد على وفاة جرادات وطالبت فصائل فلسطينية بأسر جنود اسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين معتقلين في سجون الاحتلال.