قالت الشرطة الاسرائيلية ان صاروخا انفجر في جنوب اسرائيل امس الثلاثاء في اول هجوم من نوعه يشنه نشطاء في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الاسلامية/حماس/ منذ ان انهت هدنة اسبوعا من القتال عبر الحدود في نوفمبر. وقالت وكالة معا الفلسطينية للانباء ان كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح التي ينتمي اليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلنت مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وقالت حماس التي تسيطر على قطاع غزة انها تتحرى الامر. ولم تقم اسرائيل برد عسكري بعد ساعات من سقوط الصاروخ على طريق قرب مدينة عسقلان في الجنوب. وكان الصاروخ هو الاول الذي يضرب اسرائيل منذ هدنة توسطت فيها مصر تم التوصل اليها في 21 نوفمبر والتي أنهت غارات جوية عبر الحدود استمرت ثمانية أيام والتي قتل فيها 175 فلسطينيا وستة اسرائيليين. وجاء هجوم يوم امس بعد تصاعد في الاضطرابات في الضفة الغربيةالمحتلة والتي أثارت مخاوف في اسرائيل من قيام انتفاضة فلسطينية جديدة. وقبل الهجوم الصاروخي القادم من غزة قالت تقارير اعلامية ان مسؤولين اسرائيليين يأملون في أن تنحسر الاحتجاجات الفلسطينية بعد اسبوع من انطلاقها تعاطفا مع أربعة سجناء مضربين عن الطعام بشكل متقطع. وأضاف أن « المظاهرات تأتي ردا على الاعتداءات فإذا لم تحصل اعتداءات وتوقف احتجاز الأسرى فلا داعي للمظاهرات إذا توقفت سيول المستوطنين من الذهاب إلى القرى وحرق المزروعات وحرق الممتلكات وقتل الناس فلا أحد يعتدي عليهم».وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان دبلوماسيين أمريكيين اتصلوا بزعماء اسرائيليين وفلسطينيين ليحثوهم على الهدوء. وطالب روبرت سيري منسق الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط باجراء تحقيق في ملابسات وفاة جرادات. وكان قد ألقي القبض على جردات قبل اسبوع لرشقه سيارات اسرائيلية بالحجارة في الضفة الغربية. وقال مسؤولون فلسطينيون انه مات من أثر التعذيب في السجن. لكن اسرائيل تقول ان تشريحا للجثة أجري في حضور طبيب شرعي فلسطيني لم يسفر عن نتيجة حاسمة وان اصابات لوحظت في الجثة مثل كسر في الضلوع يحتمل ان تكون قد نجمت عن محاولات لاسعافه. من جهتها ,حذرت حركة «الجهاد» الإسلامي الفلسطينية امس الثلاثاء من انهيار تدريجي لاتفاق التهدئة مع إسرائيل على خلفية عدم استجابتها لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام في سجونها. وقال خالد البطش القيادي في الحركة للصحفيين في غزة ، إن «التهدئة بدأت بالانهيار التدريجي عندما رفض العدو الاستجابة لمطالب الأبطال المضربين عن الطعام وأصاب بنيران جنوده أكثر من 150 فلسطينيا في الضفة الغربية وقرر اغتيال التهدئة بقتل الأسير عرفات جرادات في التحقيق». ورفض البطش ، اتهامات إسرائيل للفصائل الفلسطينية بخرق التهدئة إثر سقوط قذيفة صاروخية على جنوب أراضيها،معتبراً أن هذه التصريحات «محاولة فاشلة للفت الأنظار عما يجري بالضفة الغربية من مواجهات ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه نصرة للأسرى». وقال قيادي الجهاد الإسلامي إن «ما جرى من قصف جاء في السياق الطبيعي لحق الفلسطيني بأن يدافع عن نفسه»، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن كافة التداعيات المترتبة على التضييق بحق الأسرى. الرئيس الفلسطيني من جانبه,حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الحكومة الإسرائيلية مسئولية التوتر الحاصل بالضفة الغربية بعد وفاة أسير فلسطيني في أحد سجونها. وقال عباس ، في بداية اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله ، :»في هذه الأيام نواجه تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق في مواجهة الشباب والأطفال المحتجين على جملة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وعلى رأس كل هذا مأساة الأسرى». وطلب عباس تحقيقا دوليا في وفاة الأسير الفلسطينيعرفات جرادات في سجن مجدو الإسرائيلي والضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها للإفراج عن قدامى الأسرى المعتقلين لديها. وقال إن الذي يصعد ويوتر هو الحكومة الإسرائيلية «التي تواجه الشباب لأول مرة منذ فترة بالرصاص الحي ثم يقولون نناشد السلطة الفلسطينية بأن تضبط النفس وتمنع المظاهرات». وأضاف أن « المظاهرات تأتي ردا على الاعتداءات فإذا لم تحصل اعتداءات وتوقف احتجاز الأسرى فلا داعي للمظاهرات إذا توقفت سيول المستوطنين من الذهاب إلى القرى وحرق المزروعات وحرق الممتلكات وقتل الناس فلا أحد يعتدي عليهم». وتابع :»نحن لا نريد أن تصل الأمور إلى هذا الحد الذي عليه الآن لا نريد التوتير والتصعيد بل الوصول إلى حل سلمي مبني على أساس الشرعية الدولية لينتهي الاحتلال عن أرض دولة فلسطينالمحتلة». من جانبه ، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه نقل طلبا رسميا من الرئيس عباس للسكرتير العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول وفاة جرادات. وذكر عريقات ، في بيان ، أنه سلم هذا الطلب إلى مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري.