بعد ساعات من مطالبة الرئيس المصري محمد مرسي مواطنيه بالتصدي ل «البلطجية» الذين يقطعون الطرق ويحاصرون المنشآت الحكومية، رد أنصاره سريعاً في محافظة الدقهلية (في دلتا النيل) التي تشهد عصياناً مدنياً منذ يومين أُغلق على أثره ديوان عام المحافظة باعتصام لقوى المعارضة، وهاجم أنصار مرسي من جماعة «الإخوان المسلمين» المعتصمين وأوسعوهم ضرباً وفضوا اعتصامهم بالقوة، في تكرار لواقعة الهجوم على اعتصام المعارضة أمام قصر الاتحادية الرئاسي الذي سبب اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه سقط فيها ثمانية قتلى من الطرفين. وتواصل العصيان المدني في محافظة بورسعيد المطلة على قناة السويس وانتقل إلى محافظة الإسماعيلية المجاورة، وسط تهديد قبائل سيناء بتنفيذ تحرك مشابه بعدما خصص مرسي 400 مليون جنيه من مخصصات قناة السويس لمدن القناة الثلاث (بورسعيد والسويسوالإسماعيلية) وتجاهل سيناء. وفي القاهرة، تتظاهر قوى المعارضة يوم الجمعة المقبل لتنفيذ مطالب «العدالة الاجتماعية» تحت شعار «أنا عايز اشتغل»، وهي التظاهرات التي دعت إليها «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة بعد مشاورات مع قوى عمالية. وستنظم التظاهرة في ميدان التحرير وأمام مقر وزارة القوى العاملة، لكن يُتوقع ألا تستأثر المطالب الاجتماعية بالاحتجاجات، بعدما عصف قرار مرسي إجراء الانتخابات في 22 نيسان (أبريل) الجاري من دون تلبية أي من مطالب المعارضة بأي فرصة للحوار أو التوافق بين الطرفين. وبدأ شباب الجبهة في الترتيب للفاعلية من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين لإظهار حجم المعارضة لقرارات الرئيس ورفض فرض الأمر الواقع. وسيكون لأحداث الدقهلية أمس أثر في زيادة غضب المعارضة، لمنع أعضاء جماعة «الإخوان» من الهجوم مجدداً على اعتصامات العارضة. وكان مئات من سكان مدينة المنصورة (عاصمة الدقهلية) غالبيتهم ملتحون ما يشير إلى أنهم من أنصار مرسي، هاجموا اعتصاماً للمعارضة أمام مقر المحافظة، وسحلوا من طالته أياديهم من المتظاهرين، حتى أنهم أبرحوا امرأة ضرباً بالأيدي والحجارة، في مشهد نقلته قنوات مصرية على الهواء مباشرة، ما أثار غضب «المجلس القومي للمرأة» الذي دان ذلك الفعل، ووصفه بأنه «انتهاك شديد لحقوق الإنسان وخرق لكل الدساتير والمواثيق والاتفاقات الدولية»، مطالباً بوقف «تلك السلوكيات المجرمة». وبعد هجوم الإسلاميين على الاعتصام وفض خيامه، تجمع عدد من أنصار التيارات المعارضة ودخلوا معهم في اشتباكات استمرت ساعات أمام ديوان المحافظة واستخدمت فيها أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة، ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين، وتحولت المصادمات إلى «حرب شوارع» بين أنصار مرسي ومعارضيه في محيط المحافظة، ما استدعى تدخل الشرطة التي أخلت المنطقة باستخدام قنابل الغاز. ووقعت اشتباكات بين متظاهرين وموظفين أمام مقر محافظة الفيوم، بعدما حاول المتظاهرون منع الموظفين من دخول مكاتبهم. وفي بورسعيد، استمر العصيان المدني وإغلاق ديوان عام المحافظة ومصالح حكومية عدة، وأيضاً توقف العمل في المنطقة الاستثمارية. وخرجت مسيرات في الشوارع تنديداً بحوار مرسي، فيما تم فتح منفذي الرسوة والنصر الجمركيين وميناء شرق بورسعيد بعد تدخل قيادات في الجيش لإقناع الأهالي بضرورة استئناف العمل في هذه المنشآت وفتح الطرق بعدما وصلت خسائر توقف العمل في الميناء إلى ملايين الدولارات. وفي الإسماعيلية، قطع متظاهرون خطاً للسكك الحديد استجابة لدعوات العصيان المدني. من جهة أخرى، عثرت أسرة شاب عشريني يُدعى محمد الشافعي فُقد في الاحتجاجات التي اندلعت في القاهرة في ذكرى «ثورة 25 يناير» على جثمانه في مشرحة الموتى، مصاباً برصاصة في الرأس.