تصاعدت حركة العصيان المدني في محافظة بورسعيد المصرية المطلة على قناة السويس، وانضمت إليها قطاعات جديدة، وسط مخاوف من تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بعد انضمام عمال فيها إلى العصيان، فيما يتظاهر نشطاء في القاهرة اليوم لإطلاق تحرك مماثل في العاصمة. ودخل العصيان المدني في بورسعيد أمس يومه السابع، وازدادت حدة التظاهرات في المدينة احتجاجاً على استمرار تجاهل مؤسسة الرئاسة اعتبار قتلى الاشتباكات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين التي اندلعت احتجاجاً على الحكم بإعدام 21 من المتهمين في قضية «مذبحة بورسعيد»، من شهداء الثورة. وجابت مسيرات حاشدة أمس شوارع بورسعيد بعدما انطلقت من أمام ديوان عام المحافظة المغلق، وحاصرت البوابات الجمركية للميناء ليتوقف العمل داخله، كما أغلق المتظاهرون منفذي النصر والرسوة الجمركيين. وأعلن سائقو حافلات نقل الركاب العصيان داخل المحافظة تضامناً مع مطالب أهلها لتتوقف حركة النقل تماماً من بورسعيد وإليها عبر أي وسيلة مواصلات عدا قطارات غير منتظمة أصلاً نتيجة قطع شريط السكة الحديد على فترات. وخرج آلاف من عمال هيئة قناة السويس في ترسانة بورسعيد البحرية في تظاهرة لإعلان تضامنهم الكامل مع مطالب أهالي المدينة. وهدد عمال هيئة قناة السويس بالتصعيد خلال الأيام المقبلة إذا تأخرت الاستجابة لمطالب الأهالي الذين صعدوا من احتجاجهم لدرجة إنشاء مخفر للشرطة كتبوا عليه «قسم شرطة دولة بورسعيد» بعدما اختفت الشرطة تماماً من المدينة. كما انضم إلى حركة العصيان عمال في إدارة التحركات في هيئة قناة السويس وشركة القناة للحبال. وعلقت محكمة بورسعيد الابتدائية عملها لأجل غير مسمى. وكثفت قوات الشرطة من تأمينها للمجرى الملاحي لقناة السويس عند المدخل الجنوبي للقناة في محافظة السويس المجاورة. وأعرب رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل عن أسفه لما تشهده محافظة بورسعيد، مشيراً إلى أن التحقيق في وقائع قتل عشرات المتظاهرين التي أعقبت الحكم بإعدام متهمين في قضية «مذبحة بورسعيد» يتولاه قاضي تحقيق مستقل منتدب من وزارة العدل. وأضاف قنديل في تصريحات صحافية بدا أن هدفها استرضاء أهالي بورسعيد أن «سقوط عشرات الجرحى والقتلى بمدينة بورسعيد الباسلة التي تحدثت كتب التاريخ عن نضالها ونضال شعبها، أمر مؤسف للغاية». وأوضح أن حال الطوارئ التي غضب الأهالي تعتبر «استثنائية» واستدعاء القوات المسلحة لتولي مهمات التأمين في المحافظة هدفه حماية أرواح وممتلكات المواطنين، مضيفاً: «لم يكن الهدف أبداً عقاب أهالي بورسعيد». وأبدى ترحيبه بلقاء أي ممثلين من أهالي بورسعيد لمناقشة مطالبهم. وفي القاهرة، دعت قوى ثورية إلى التظاهر اليوم في كل المحافظات لإطلاق «العصيان المدني». وقالت قوى عدة من بينها «ثورة الغضب الثانية» في بيان: «قرر ثوار القاهرة بمحافظتي القاهرةوالجيزة الدخول في عصيان مدني، بداية من اليوم، وستكون تظاهرات اليوم تمهيداً وبداية للإضراب العام». وأعلنت هذه القوى أنها ستحشد أنصارها مساء اليوم في ميدان طلعت حرب بجوار ميدان التحرير، وأيضاً أمام محافظة الجيزة وفي ميدان سيدي جابر في الإسكندرية لتنظيم مسيرات تحض المواطنين على الانضمام للعصيان. وواصل المعتصمون في التحرير إغلاق كل المداخل المؤدية إلى الميدان، ورفضوا مبادرة إعادة فتح الميدان مقابل قيام وزارة الداخلية بوضع جدول زمني لرفع الحواجز الخرسانية الموجودة في منطقة وسط القاهرة. ونصب أفراد اللجان الشعبية حواجز معدنية على كل المداخل المؤدية إلى الميدان. وكانت تظاهرات «محاكمة النظام» انتهت مساء أول من أمس بإحراق أجزاء من مقر حزب «غد الثورة» الذي يرأسه الدكتور أيمن نور وتحطيم محتوياته. وتجمع عشرات أمام المقر المطل على ميدان طلعت حرب ورددوا هتافات ضد نور احتجاجاً على قبوله الحوار مع مؤسسة الرئاسة. وكانت ترددت أنباء عقب لقاء نور مع الرئيس محمد مرسي أن الأول سيتولى رئاسة الوزراء، لكنه صرح بأن الرئيس لم يعرض عليه أي منصب. وكتب ملثمون هاجموا المقر شعارات على جدران البناية تتهم نور ب «الخيانة». واعتبر نور أن حرق مقر الحزب «ليس أمراً جديداً». وقال إنه «تعود على مثل هذه الأفعال». واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين الهجوم على مقر الحزب. وقال المتحدث باسمها الدكتور أحمد عارف إن الجماعة ترى أن هذا التخريب وما سبقه من اعتداء على مقر حزب الوفد ومقرات حزب الحرية والعدالة «هو من الإفساد في الأرض، وجرائم تستوجب العقاب القانوني الرادع، حفاظاً على الساحة السياسية ومستقبلها الديموقراطي»، معرباً عن أمله في أن تتجاوز مصر المرحلة الانتقالية نحو بناء مكتمل لمؤسساتها في أمن وأمان. وعاد الهدوء أمس إلى محيط قسم شرطة أسوان (أقصى جنوب مصر)، في أعقاب اشتباكات استمرت ساعات بين قوات الأمن والمتظاهرين، بعدما أطلق متظاهرون ألعاباً نارية على قوات الشرطة في محيط القسم، فردت بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت 10 أشخاص. كما وقعت اشتباكات مماثلة أمام قسم شرطة المحلة في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية.