تصاعدت حركة العصيان المدني في محافظة بورسعيد في يومها الثامن، وحاول متظاهرون اقتحام المقر الرئيس لحزب «الحرية والعدالة» الحاكم، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، في المحافظة، لكن الجيش منعهم، فيما اقتحم متظاهرون ديواني محافظتي كفر الشيخوالدقهلية. واندلعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أمام مقرات أمنية في المحافظات، في حين تظاهر مئات أمام مقري محافظتي القاهرة والجيزة، بعدما نظموا مسيرات إليهما لدعوة المواطنين إلى الانضمام للعصيان المدني. وتواصل العصيان في بورسعيد، وأغلق متظاهرون منفذي الرسوة والنصر الجمركيين وطريق الشاحنات والطريق المؤدية إلى ميناء شرق بورسعيد، وقطعوا خط السكك الحديد لتنعزل المحافظة تماماً عن باقي المحافظات، بعدما كان الأهالي أوقفوا حركة النقل البري، ما أوقف العمل تماما في المنطقة الاستثمارية التي يعمل فيها آلاف العمال من المحافظات المجاورة. وتوقف العمل تماماً في مصلحة الجمارك وهيئة ميناء بورسعيد وجميع مدارس المحافظة التي زادت حركة الاحتجاج فيها، وواصل عمال هيئة قناة السويس في ترسانة بورسعيد البحرية اعتصامهم تضامناً مع مطالب الأهالي، ولجأت جماعة «الإخوان» في المحافظة إلى رجال الدين للتفاوض مع المتظاهرين من عمال الترسانة البحرية من أجل فض عصيانهم والعودة إلى العمل، إلا أن المحاولة باءت بالفشل. لكن الناطق باسم القوات المسلحة أكد في بيان «استمرار الانتظام الكامل لحركة الملاحة في قناة السويس على امتداد المجرى الملاحي من خليج السويس وحتى بورسعيد، وعدم تعرضها لأي شكل من أشكال الإعاقة»، وأن «جميع الأمور تسير وفق الإجراءات الطبيعية المعمول بها»، معرباً عن «تقديره لأهالي مدن بورسعيد والإسماعيلية والسويس لعدم التعرض للمجرى الملاحي والأهداف والمنشآت الحيوية». وكانت قوات الجيش تصدت لمحاولة مجموعة من المتظاهرين اقتحام مقر «الحرية والعدالة» في بورسعيد، بعدما تردد أن قيادات من «الإخوان» تجتمع في المقر المغلق منذ شهور. وانضمت أمس مناطق جديدة إلى حركة العصيان المدني، إذ أغلق معتصمو ميدان التحرير مبنى مجمع التحرير الذي يضم عشرات المصالح الحكومية وتكدس الموظفون والمواطنون أمامه في محاولة لدخوله، لكن من دون جدوى. ونظَّمت مئات مسيراتٍ في القاهرة انطلقت من ميدان طلعت حرب إلى مقر محافظة القاهرة لإعلان بدء عصيان مدني في العاصمة. وفي محافظة الغربية، قطع متظاهرون حركة القطارات وأشعلوا النيران في إطارات السيارات على قضبان السكك الحديد، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أول من أمس بين الشرطة ومتظاهرين في محيط ميدان الشون أمام قسم شرطة المحلة، بعدما تصدت الشرطة لمتظاهرين في محاولة لإعادة حركة سير القطارات. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز على المحتجين الذين قذفوا قواتها بالحجارة وزجاجات حارقة. واقتحم محتجون ديوان عام محافظة الدقهلية التي انضم عدد كبير من موظفيها إلى العصيان المدني، فيما أجبر المتظاهرون بقية الموظفين على مغادرة مكاتبهم بعد اقتحامها. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان»، وقطعوا شوارع رئيسة في المدينة. وفي محافظة كفر الشيخ، اقتحم مئات من عمال المحاجر الموقتين ديوان المحافظة للمطالبة بتثبيتهم.